نصحتُ أبا بكر فردَّ نصيحتي
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
نصحتُ أبا بكر فردَّ نصيحتي | وقال صهٍ وجهُ المحرِّش أقبحُ |
وحدثتُه عن أخته فصَدَقته | وأَمحضُ نصح الناصحين المصرَّحُ |
فقال عّذيري منك شَيْخاً مكلَّفا | أنَبْخَلُ يا هذا وأختي تَسمَّحُ |
لها أجرُها إن أحسنتْ فلنفسها | وميزانُها يومَ القيامة يرجَحُ |
أتعجب من أنثى تناك بحقِّها | وهأنذا شيخٌ أُكَبُّ لإأُنكَحُ |
فقلت له حسبي لها بك قدوة ً | أَقِلْني فإني إنما كنت أمزحُ |
فذلك أغراه بهجري ولن ترى | زمانَك هذا تاجرَ النصح يربحُ |
أيا بن حريثٍ لا تَهِدْك عَضيهَة ٌ | فإنك بالهُون الطويل موقَّحُ |
وكن آمناً سير الهجاء فإنما | يسيِّره المرءُ المهجَّى الممدَّحُ |
نباهة ُ أشعار الفتى وخمولُها | على حَسْبِ من تلقاه يهجو ويمدحُ |
فإن قالها في نابهٍ حُمِلَتْ له | وإن قالها في خاملٍ فهي رُزَّحُ |
تسير بسيْر اسم المقُولَة باسمه | فَتَسْنَحُ في الآفاق طوراً وتبرحُ |
عجبت لِقيل الناس إنك أَقرنٌ | وأنت الأجَمُّ المُستضام المُنطحُ |
فكيف تُباري بالقرون وطولها | ولستَ تُرَى عن نعجة لك تَنطحُ |
تعرضتَ لي جهلاً فلما عَجمتني | تكشَّف عنك الجهلُ والليل يُصْبَحُ |
وما كنتَ ثعلباً بتَنوفة | اتُيحت له صقعاءُ في الجو تَلمحُ |
تَصُفُّ له طوراً وتقبضُ تارة ً | إذا ما أفاءت فوقه ظل يَضْبَحُ |
فلمَّا تعالت في السماء فحلّقت | وأمكنَها والأرض دَرْماءُ صَرْدَحُ |
تدلَّت عليه من مدى مُسْتَقَلِّها | وبينهما خَرْقٌ من اللوح أفيحُ |
برِزٍّ تُصيخُ الطير منه مخافة | فهن مُصِفَّاتٌ إلى الأرض جُنّحُ |
وكم قَائلٍ لَمَّا هجوتك غيرة ً | أمالك في أعراضنا مُتَنَدَّحُ |