لقد رأينا عَجَباً من العَجَبْ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
لقد رأينا عَجَباً من العَجَبْ | بين جُمادى وجُمادى ورجَبْ |
مِنْ ذَنَبانيٍّ تعدّى طورَهُ | فاجتمع الذَّنْبُ عليه والذَنَبْ |
عِلْجٌ ترقَّى رتبة ً فَرُتْبة ً | ولم يكن أهلاً لهاتيك الرُّتبْ |
فزلَّ من تلك المراقي زَلة ً | أصبح منها مُشفياً على العطبْ |
وهكذا كلُّ ارتقاءٍ في العلا | قريبُ عهدٍ بارتقاءٍ في الكُربْ |
خَوَّله اللَّهُ فلم يشكر له | ولن ترى شكراً لمدخول النسبْ |
فسلّط اللَّهُ عليه جهلَهُ | فكان في تدميرهِ أقوى سببْ |
أقبل جيشٌ لا يريد حربَهُ | فارتاع روعاً يعتري أهلَ الرِّيبْ |
وساء ظناً بوزير لم يَخُن | عهداً وهل يصدأ مكنونُ الذهبْ |
فلم يدع أمراً يقودُ حتفَهُ | إلاَّ أتاهُ جاهداً ثم اضطربْ |
كان كمن خافَ حريقاً واقعاً | فزاد فيه حطباً على حَطَبْ |
أَخْلِقْ بأن تغشاهُ منه قطعة ٌ | يأتي عليه لفحُها دون اللّهَبْ |
انظرُ إليهِ وإلى تدبيرهِ | فإنَّ فيه عجباً من العَجَبْ |
روَّعَ طفلاً لم يكن ترويعُهُ | من المُداراة ولا أخذِ الأُهبْ |
وأسخطَ السادة َ سُخطاً ساقَهُ | تلقاءَهُ سُخطٌ من اللَّه وَجَبْ |
ثم رأى أنْ لم يُوفَّقْ رأيُهُ | فأطلقَ الطفلَ وأمسى في رَهَبْ |
فهو مقيمٌ بين خوفٍ وردى | مما أتى أو بين خوف وحَرَبْ |
وهكذا الجاهلُ قِدماً لم يزل | من جهلِهِ في تَعبٍ وفي نصبْ |
قد اشترى طولَ سهادٍ بكَرى ً | وقد شَرى طولَ هدوءٍ بتعبْ |
شَبَّهْتُ دعواه القيامَ بالذي | قُلِّد من أمرٍ بدعواه العربْ |
قد قلتْ إذ خُبِّرتُ عن تبليحهِ | وأنه في زفراتٍ وكُرَبْ |
بُعْداً لمن أصبح من أحوالهِ | في صَعَدٍ عالٍ وأمسى في صَبَبْ |
ما فعلتْ خيلٌ له قد ضُمِّرتْ | أما لَديها هربٌ ولا طَلَبْ |
بل جُبنُهُ يمنعُها إقدامَها | وحَيْنُهُ يمنعه من الهربْ |
ما أقبح النَّعماءَ يُكْسَى ثوبَها | وأحسنَ النعماءَ عنه تُستَلبْ |
ما كان ما أعطِيَهُ من كسبِهِ | لكنهُ فارقَهُ بما اكتسبْ |
يا غامِطَ النعمة أيقِنْ أنها | قد غَضِبَ اللَّه لها كلَّ الغضبْ |
ولن ترى اللَّه ولياً لامرىء ٍ | عادى أبا الصقر الوزير المُنتَجَبْ |
وكلُّ من عادى مُحقاً مقبلاً | فإنه من أمره في وَ كَتَبْ |
والحمد للَّه العظيم شأنُه | على الذي أبلَى وأَوْلى وَوَهَبْ |