يا ابنَ المُسَيَّبِ عشت في نِعَمٍ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
يا ابنَ المُسَيَّبِ عشت في نِعَمٍ | وسَلمتَ من هُلْكٍ ومن عَطَبِ |
يا شاعرَ العَجَم الكرامِ كما | أنَّ ابنَ حُجْرٍ شاعرُ العربِ |
يا قائدَ الظرفاء لا كذباً | يا قدوة َ الأدباء في الأدب |
أدرِكْ ثقاتكَ إنهم وقعوا | في نَرْجسٍ معه ابنة ُ العنبِ |
فهُم بحالٍ لو بَصُرْتَ بها | سبَّحتَ من عُجْبٍ ومن عَجبِ |
رَيْحانُهم ذهبٌ على دُرر | وشرابُهم دُرٌّ على ذهب |
كأسٌ إذا ما الماءُ واقَعها | صاغ الحُلَى منها بلا تعب |
في روضة ٍ شَتْوية رَضِعت | دِرَرَ الحيا حَلباً على حلبِ |
من زهرة ٍ قد حفَّها شجر | للطير فيها أيُّما لَجب |
تتنفسُ الأنوارُ فيه لها | فيهيجُ منها أيُّما طرب |
فتظلُّ فيه بخير مُصْطَحَب | وكأنها في شرِّ مُصْطخَب |
والعودُ يصخَبُ كي تُجاوبه | مَوْموقة ٌ معشوقة ُ الصَّخَب |
واليومُ مدجونٌ فَحُرَّتُه | فيه بمُطَّلَعٍ ومحتجب |
شمسٌ تساترنا وقد بعثت | ضوءاً يُلاحظنا بلا لهب |
يا نرجِسَ الدنيا أقمْ أبداً | للاقتراحِ ودائمِ النُّخَبِ |
ذَهبَ العيونِ إذا مَثلت لنا | دُرَّ الجفون زَبَرْجد القُضُبِ |
لا زلت شَفْعَ الراح إنكما | سَكَنُ القلوبِ ومُنتهى الطلبِ |
وأرى السماعَ مُثلِّثاً لكما | كابنٍ لأمٍّ حُرّة ٍ وأبِ |