وما الفقرُ عيباً ما تَجمَّلَ أهلُهُ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
وما الفقرُ عيباً ما تَجمَّلَ أهلُهُ | ولم يسألوا إلا مُداواة َ دائِهِ |
ولا عيب إلا عيبُ من يملك الغِنى | ويمنعُ أهلَ الفقرِ فضلَ ثرائهِ |
عجِبتُ لعيب العائبينَ فقيرهَم | بأمرٍ قَضاهُ ربُّه من سمائه |
وتركِهِمُ عيبَ الغنيِّ ببخله | ولؤمِ مساعيه وسُوءِ بلائه |
وأعجَبُ منه المادحونَ أخا الغنى | وليس غِناهُ فيهمُ بغنَائِهِ |
ولو أنه أغنَى ووَكَّل نفسه | بجمع فضول المالِ بعد اقتنائه |
لَمَا كان أهلُ الحمد من قُربائه | إذا أْتَمروا رُشداً ولا بُعدائه |
ولا حَمِدَ اللهُ الأولى يَحْمَدونه | ولا اعتدَّهم في الناس من أوليائه |
أولئك أتباعُ المطامع والمنى | جزاهم مليكُ الناس شرَّ جزائه |
يعيبهم أهل العفافِ ومدْحِهِمْ | حريصاً يكُدُّ النفسَ بعد اكتفائه |
يؤثّل لا للحمدِ ما هو كاسبٌ | ولا الأجرِ في إصباحه ومسائه |
ولكنْ لكنزٍ من لُجينٍ وعَسْجَدٍ | يودُّ فناءَ العُمر قبل فسائه |
يقيه ويحميه بصفحه وجهه | ويجعل أيضاً عِرضَه من فدائه |
ولو حُظَّ أضحى مالُه من أمامه | وِقاءً وأضحى عِرضُه من ورائه |
ولكنْ أبى إلا الخَسَارَ لغَيِّهِ | وما فوق عَيْنَيْ قلبهِ من غطائه |
ولو وَزنَ استمتاعَهُ بغَنائِهِ | إذاً ما وفَى استمتاعُهُ بعَنائه |
سأمنحُهُ ذمِّي وأختصُّ حِزبَهُ | بأوفَى نصيب من قبيحِ ثنائه |
رضيتُ لمن يشقى عقاباً شقاءه | وإن لم أكن أرضى له بشفائه |
إذا حُرم الفاني من الخير حَظَّهُ | فَلِمْ يفرح الباقي بطول بقائه |
ضَلالاً لمن يسعى إلى غير غاية ٍ | ولايرتجى ناهيهِ عند انتهائه |