ضناً بأن يعلم الناسُ الهوى لمن
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
ضناً بأن يعلم الناسُ الهوى لمن | وهبتُ للسرِّ فيه لذّة َ العلنِ |
ما صينَ عن ألسن الواشين ينقضه | حبٌّ قواعدهُ في الصدر لم تصنِ |
لله حاجة ُ نفسٍ مذ وهبتُ لها | ثوبَ السلوِّ خلعتُ السقمَ عن بدني |
ومن معدٍّ فتاة ُ السن جارية ٌ | من مطلها الكهل مذ كانت على سننِ |
شرقيّة الدار من غربيِّ دجلة َ ما | جاورتُ بالحبِّ جيراني ولا وطني |
طرقتها ضائعا في الليل يرشدني | أتمُّ من بدره من وجهها الحسنِ |
فلم أجد قبلها إلا الألوفَ ولا | سكنتُ من عهدها إلا إلى سكنِ |
يا ليلة ً حدّثت عنها الغبيَّ ضحى ً | حسناء واحتشمتْ فيها ذوى الفطنِ |
هل ترجعين بوقتٍ لستُ ناسيهُ | ضحى جوى ً دلَّهتْ ورقاءَ عن فننِ |
وقولة ً طرقت سمعي وقد طفقتْ | يومَ الوداع عيونُ الناس تأخذني |
عرِّض بغيري ودعني في ظنونهمُ | إن قيل من يك يُخفى الحقَّ في الظِّننِ |
وجنّب العتبَ إما جئت زائرنا | فأنت في العين أحلى منك في الأذنِ |
صبرا عسى رائدُ الإقبال يصدقني | يا نفس أو واعدُ الآمال ينجزني |
أو نصرة ٌ لم يزل جودُ الوزير بها | سيفا مع الحرّ مسلولا على الزمنِ |
أما ويمنى يديه والسمحِ لقد | رأيتُ كلتا يديه فيه لليمنِ |
وشمتُ فانهلَّتا ماءُ غسلتُ به | حالي من الفقر لا ثوبي من الدرنِ |
في الدّست أبلجُ ملءُ الدّست من مرحٍ | ومن وقارٍ ومن صمتٍ ومن لسنٍ |
سمعاً بدعوة ِ موتورٍ يسرُّ بها | ويكتم الوجدَ فيها إلفَ مضطغنِ |
العيد يضحك من نعماك عن قمرٍ | وكان في أربُعٍ يبكى على شجنِ |
فلو تكلَّمتِ الأيام أعربَ عن | فصاحة ٍ نحن فيها معرض اللَّحنِ |
فاشرب على النعمة العذراء للشرفِ ال | تليد والكاعب العذراء للشدنِ |
وإن تعجْ أو تعن فيما أتيتُ أصفْ | مع رحبِ صدري أمورا ضيَّقت عطني |
أهنتُ شعري أبغى الرزق من نفرٍ | تسبيحُ أسمحهم يا مالُ لا تهنِ |
فدارسُ الفهم وحشيٌّ أخاطبه | كأنني خاطبٌ في دارسِ الدِّمنِ |
وغافلٌ لي صوتُ المدح يطربه | بلا ثوابٍ فيرضى بي ويسخطني |
بذلتُ عرضي لأعراضٍ أسيِّرها | فيهم فنبَّههم بذلي وأخملني |
قد كان من حقّ مثلي أن يعزَّ وإذ | قد بعتُ نفسي فوفَّر منعما ثمني |
أشلْ بضبعي من الحال التي لعبت | بماء وجهي لعبَ الماء بالسفنِ |
وكيف لا تتلافاها أما أدبي | حقٌّ أما أردشيرٌمنك قرَّبني |
لا غروَ أدعوك من تحت الحضيض لها | ضحى ً فأمسى وقرنَ الشمس في قرنِ |
تنمى الصنيعة ُ في مثلي فسدَّ بي ال | مهمَّ ما شئت تحمدْ فيه ممتحني |