سَحابُكَ في السَّماحِ لها انسجامُ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
سَحابُكَ في السَّماحِ لها انسجامُ | و نارُكَ في العَدُوِّ لها ضِرامُ |
و صَوبُ يَديكَ ما جَرَتَا حياة ٌ | تَعُمُّ بها البَرِيَّة َأو حِمامُ |
فمِن يُسراكَ تَنْهَلُّ المَنايا | و من يُمناكَ تَنْهَلُّ الغَمامُ |
عَهِدْنا مِنْكَ ذا نِقَمٍ ولكنْ | كَرُمْتَففيكَ نُعمى وانتقامُ |
إذا ما اشتدَّ بأسُ اللّهِ يوما | على قوم فأنت له حُسامُ |
رَمى بكَ شامخاتِ الرّومِ عَزْمٌ | هو الإصباحُ ما عَنَّ الظَّلامُ |
فجُستَ خِلالَها بمسوَّماتٍ | يَشُقُّ على الجنائبِ ما تُسامُ |
و قد كانتْ لهم عِصَماًفأَضحَتْ | و ليسَ بهنّ للعُصمِ اعتصامُ |
نَظَرَتْ إلى الحُصونِ بهافخرَّتْ | كما خَرَّتْ لتقويضٍ خِيامُ |
ولمّا أسهَلَتْ بكَ طالعاتٍ | أعِنَّتُها كما انقَضَّ الحِمامُ |
و قد كانَتْ مَوضَّحة ًفغطَّى | على أوضاحِها الدَّمُ والقَتامُ |
نَثرْتَ على الخليجِ الهامِحتّى | كأنَّ حَصى الخليجِ طُلى ً وهامُ |
عُلا بَعُدَتْ مسافَتُهاو مَجْدٌ | تَعالَى أن يَهُمَّ بهِ هُمامُ |
و آثارٌ تَمُرُّ بها اللَّيالي | و هُنَّ على جِباهِ الدَّهْرِ شامُ |
لأغلبَعامُه في السِّلْمِ يَومٌ | و لكنْ يَومُه في الحَربِ عامُ |
يُضِيعُ الحَزمَ مَن ناواهُحتَّى | يَبيتَو ما يُشَدُّ له حِزامُ |
و أرَّقَهوَ بَادَرَ في سُراه | إليهفما يُنيمُو لا يَنامُ |
حلَفْتَ بما بَنَتْهُ لكَ العَوالي | منَ الشَّرَفِ الذي لا يُستَضامُ |
و بارِقَتَيْنِ في يُمناكَهذي | تُشامُ حَياًو هذي لا تُشامُ |
لتَختَرِمَنَّ سائمة َ الأعادي | بأَرْوَعَ لا يُراعُ له سَوامُ |
يُهَجِّرُو الرِّماحُ عليه ظِلٌّ | ويُسفِرُ والعَجاجُ له لِثامُ |
وذي لَجَبٍ تَضِلُّ البيدُ فيه | وتُفتَقَدُ الضَّحاضحُ والإكامُ |
نأَتْ أقطارُه فالأَرضُ تُخْفي | جُموعاً والسَّماءُ له نَعامُ |
كتائبُ للقَنافيها اشتجارٌ | و للرّاياتِ والرّيحِ اختصامُ |
أَسَيفَ اللّهِ أنتَ الناسُ طُرّاً | لِراجي العُرْفِو الدّنيا شآمُ |
أَقَمْنا لا نَريمُو سالَمَتْنا | بساحَتِكَ الخطوبُفما نُرامُ |
فكلُّ زَمانِنا أبداً ربيعٌ ؛ | و كلُّ شُهورِنا الشَّهرُ الحَرامُ |
فِداؤُكَ مَنْ مَناقِبُهُ نُجومٌ | تَلوحُو مَنْ مَواهِبُهُ جِسامُ |
إذا ما كنتَ أكرمَ مَنْ علَيْها | فكيفَ أقولُ تَفديكَ اللِّئامُ |
و قد طلبَ الملوكُ مَداكَ شأواً | فَخَاموا عن مَداكَو هم كِرامُ |
عَلامَ حرَمْتَني إنشادَ شِعْري | لديكَ وقد تَناشَدَه الأنامُ |
و لي فيكَ التي تُلغي القوافي | إذا ذُكِرَتْو يُمتَهَنُ الكَلامُ |
تُقَصِّرُ عن مَداها الرِّيحُ جَرْياً | و تَعْجَزُ عن مواقِعِها السِّهامُ |
تَناهَبَ حُسنَها شادٍ وحادٍ | تُحَثُّ بها المَطايا والمُدامُ |
لكَ النِّعَمُ التي جَلَّتْو لكن | دنُوّي منك والقٌربُ التَّمامُ |
و تَشريفي القيامُ إزاءَ مَلْكٍ | ملوكُ العالَمِينَ له قِيامُ |
و إحضاريإذا حَبَّرْتُ شِعْراً | لتسمعَ ما أُحَبِّرُو السَّلامُ |