لمَّا مَضَى اليومُ حَميداًفانصَرَمْ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
لمَّا مَضَى اليومُ حَميداًفانصَرَمْ | و مَدَّ سِجْفَيْهِ الظَّلامُ المُدْلَهِمّ |
مِلْنا إلى فِلْقَة ِ مأثورٍ خَذِمْ | يَلْقى بها فِلقة َ صَيْخودٍ أَصَمّ |
فيَبسِمانِ في اللقاءِ عن ضَرَم | يَطيرُ كالبرقِ خَفا ثم اكتتمْ |
و تارة ً يَسقُطُ في بالٍ أحمّ | فيَجتَبيهِ بقَضيبٍ كالقَلَم |
تأخُذُهُ أزرقَ كالخَدِّ لُطِمْ | حتى إذا وَلَّدَ ناراً تَضْطَرِمْ |
قُمنا بها نَهْتِكُ أستارَ الظُّلَمْ | و بِيبَنا ذاتُ ضَجيجٍ تَختَصِمْ |
إنْ نامَ غِزلانُ الصَّريمِ لم تَنَمْ ؛ | نَقرَعُها بينَ الوِهادِ والأَكَمْ |
قَرْعَ النَّواقيسِ إذا الصُّبحُ ابتَسَم | تؤمُّ مخلوعَ العِذارِ حيثُ أَمّ |
أبيضَ مُسوَدَّ الخِلالِ والشِّيَم | له على الصَّحْبِ أَيادٍ وكَرَمْ |
و نِعَمٌ هُنَّ على الوَحْشِ نِقَمْ | أسرعُ قبلَ الشَّدِّ من سَيْلِ العَرِمْ |
يَقدُمُنا إلى الكِناسِ المُكْتَتَمْ | مُسائِلاً عنه الصَّباو هي تَنُمّ |
حتى إذا الشَّربُ تراءَى من أَمَمْ | حَيرانَ قد أَلبسَه الذُّعْرُ لمَمْ |
صَدَّ فَوافَى ثم أَلقَى للسَّلَمْ | و ظَلَّ نَهباً بالأَكُفِّ مُقتَسَم |
لم يَشكُ من نابٍ ولا ظِفْرٍ أَلَمْ | فما اعتلى في الشَّرقِ للصُّبحِ عَلَمْ |
حتى لَخَضَّبْنَا المِدَى منه بِدَمْ | و أصبحَتْ أطرافُنا مثلَ العَنَم |
و ارتفعَتْ قُدورُنا على اللَّقَم | قائلة ً للرَّكْبِ بالغَلْيِ هَلُمّ |
فنحنُ في خَفْضٍو في ظِلٍّ نِعَمْ | لنا من البِيضِ حُصُونٌ وعِصَمْ |
لا خَوفَ ما عُذْنا بها ولا عَدَمْ |