رَفِقَ الزَّمانُ بناو كانَ عَنيفا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
رَفِقَ الزَّمانُ بناو كانَ عَنيفا | و غَدا لنا بعدَ القِراعِ حَليفا |
و دَنَتْ ظِلالُ المَكرُماتِو ذُلِّلَتْ | أثمارُها للطَّالبينَ قُطُوفا |
أهلاً بمَنْ رَعَتِ المدائحُ رَوضَه | فعَرَفْنَ في أيامِه المَعروفا |
و حَنَته رأفتُه على زُوَّارِهِ | فأراهُمُ خَلَقَ النَّوائبِ رِيفا |
قَدِمَتْ بمَقدَمِه المكارِمُفاغتَدَتْ | خُضْراًتَرُفُّ على العُفاة ِ رَفيفا |
و زَهَتْ بِلادُ الحِصنِ بالقَمَرِ الذي | أهدى إلى القَمرِ المُنيرِ كُسوفا |
نَظَمَ الأَميرُ لها قَلائِدَ سُؤدُدٍ | أشرَفْنَ في لَبَّاتِهاو شُنُوفا |
و غَدا الفُراتُ لبَيْتِه مُتَضائِلاً | لا يَستبينُ ضُؤُولَة ً ونُحوفا |
فلو استطاعَ إليه قَصداً لا نكَفى | حتى يُرَى عن قَصْدِه مَصروفا |
لولا أبو العطَّافِ لم تَلْقَ النَّدى | غَضّاًو لم يَكُنِ الزَّمانُ عَطوفا |
مَلِكٌيراه عدوُّهُ مُتحَنِّناً؛ | و يراه طالبُ رِفْدِهِ مألُوفا |
مُغْضٍو ليسَ لِحاظُه إن بَثَّها | إلا حياة ً غَضَّة ً وحُتوفا |
و أَغَرَّ يأنَفُ أن يَصُدَّ عَنِ الوَغى | حتَّى يُذِلَّ مَعاطِساً وأُنوفا |
و فتى ً إذا شُغِفَ الملوكُ بحِفْظِهِم | أضحَى بِخَفْضِ عدوِّهِ مَشغوفا |
سائِلْ بِصَوْلَتِه ابنَ مَزروعٍ وقد | وَلَّى يَشُقُّ من العَجاجِ سُجُوفا |
و أَرَتْهُ خيفَة ُ سَيفِه وسِنانِه | لِينَ المِهادِ أسِنَّة ً وسُيوفا |
أَوفَى عليه مُقارِعاًحتى إذا | أعطى القِيادَ أجارَه مَلهوفا |
طوَّقْتَه بالمَنِّحينَ مَلَكْتَه | طَوْقاً ثَقيلاً في الرِّقابِ خَفيفا |
و الدَّيلَميُّ هَفَتْ به أُمنِيَّة ٌ؛ | غَرَرٌ يُفيدُ اللَّوْمَ والتَّعنيفا |
وافاك كالمحتالِ يَختُلُ صَيْدَه | فأثارَ منكَ الأَصْيَدَ الغِطْريفا |
و أَحقُّ مَنْ يُضحي فريسة َ ضَيْغَمٍ | مَنْ رَاحَ مُقتَحِماً عليه عَريفا |
قَيَّدْتَ لَحْظَ جُفونِهفأَرَيْتَه | رأدَ الضُّحى ليلاً عليه كَثيفا |
و تَرَكْتَه ما إن يُعايِنُ إلفَهُ | إلا خَيالاً في المَنامِ مُطيفا |
و كذاكَ مَنْ شُبَّتْ بأَرْضِكَ نارُهُ | أضحَى بنارِكَ طرفُه مَطروفا |
لا تُعْدَ منك ربيعة ُ الفَرَسِ التي | عَمَرَتْ جَنابَكَ مَربعاً ومَصيفا |
أَحلَلْتَها للجُودِ رَوْضاً مُعْشِباً | سَهْلاًو طَوْداً للفَخارِ مُنيفا |
فاسلَمْفكم شيَّدْتَ من أُكرومَة ٍ | و هَدَمْتَ تالِدَ ثَروَة ٍ وطَريفا |
و تَمَلَّها غَرَّاءَ لستَ بمُلْبِسٍ | أفوافَها إلاّ أَغَرَّ شَريفا |
رَقَّت ورَقَّ كَلامُهافكأنَّما | جَلَبَتْ رَبيعَ مَحاسنٍ وخَريفا |
و كأنَّ لابِسَها يُعايِنُ جَوهراً | من لَفْظِها أو يَستَشِفُّ شُفوفا |
لو صَافَحَتْ سَمْعَ ابنِ أوْسٍ لم يَقُلْ | أطلالُهُم سَلَبَتْ دماها الهِيفا |