تطاولَ ليلي بعد ليليبثهمدِ
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
تطاولَ ليلي بعد ليليبثهمدِ | و أحرقَ طولُ الهجرِ قلبي وأكبدي |
و لما انتهى صبري وعزَّ تجلدي | سرى طيفُ ليلى واطمأنَّ بمرقدي |
لتجديدِ عهدٍ لمْ يكنْ بمجددِ | |
فما بكَ ياطيفَ الخيالِ لكَ الهنا | و أسراكَ وهناًمنْ هناكَ إلى هنا |
تذكرنيعهداًتقادم بيننا | فبتُّ بليلٍ طيبٍ مثمرِ الجنى |
و أصبحتُ في يومٍ نغيصٍ منكد | |
لقدْ فرقَ الهجرانُ شملاً تجمعا | و هيجَّ أشجانَ النفوسِ وأوجعا |
و فتتَ أكبادَ القلوبِ وقطعا | رعى اللهُ أيامَ الوصالِ ولا رعى |
زماناً على الأحبابِ بالهجرِ معتدي | |
أما والهوى العذريِّ إنْ بعدوا فما | تغيرتُ عنْ حفظِ الودادِ وإنما |
بليتُ بمنْ أنجدتُ وأتهما | يقولونَ لي سلواً وصبراً عنِ الحمى |
و ما كان صبري عنْ أولاكَ بمسعدي | |
لعمركَ ضاقتْ بي الجهاتُ وأظلمتْ | و لمْ أدرِ عنْ ذاتِ اللمى أينَ يممتْ |
و إني إذا ورقُ الحمامِ ترنمتٍ | ذكرتُ خياماً بالأباطحِ قسمتْ |
فؤادي على أهلِ الطرافِ الممددِ | |
ترى تجمعُ الأيامُ بعدَ شتاتها | مطافلَ غزلانِ الحمىو حماتها |
و تضربُ خدرُ الحسنِ في عرَصاتها | و في الخدرِ بنتُ العشرِ في لحظاتها |
ملامحُ ترمى الصبَّ في كلِّ مصعدِ | |
بنفسي فتاة ٌ أغلقَ البينُ رهنها | يذكرني غصنَ الشبيبة ِ غصنها |
و لمْ أدرِ ما أثنى عليها لأنها | كلؤلؤة ِ الغواصِ يجمعُ حسنها |
زرودُ النقا تحتَ القنا المتأودِ | |
خليليَّ دعْ نفسي تموتُ بحزنها | ورددْأحاديثَ الفريقِ وثنها |
و إنْ خطرتْ في الشعرِ ليلى فغنها | لقد فضلتْ كلَّ الحسانِ بحسنها |
كما فضلَ الساداتُ يحيى بنُ أحمدَ | |
كريمُ السجايا ماجدٌ طيبُ الثنا | إذ سئلَ الإحسانَ جادَ فأحسنا |
وإنْ لمْ تجدْ مزنُ الغمامة ِ أرضنا | فيحيى غمامُ الخيرِ يمطرُ بالغنى |
و بالنعمة ِ الخضرا على كلِّ مجتدى | |
حسا الراحَ منْ خمرِ المكارمِ وانتشى | وشيدَّ بيتاً للعوارفِ مذْ نشا |
يصرفهُ فعلُ المروءة ِ حيثُ شا | و منْ مثلُ يحيى وهوَ أفضلُ منْ مشى |
على الأرضِ قطعاً منْ مغيرٍ ومنجدِ | |
فتى عمَّتِ الدنيا عواطفُ عطفهِ | و أمطرَ منْ فيها غمائمُ لطفهِ |
و عطرَ أفقَ الأرضِ منْ عرفِ عرفهِ | و إنَّ عمادَ الدينِ في بطنِ كفهِ |
فوائدُ بحرٍ بالمكارمِ مزبدِ | |
فللهِ منْ دينُ السماحة ِ دينهُ | يجودُ إذا ما القطرُ ضنَّ ضنينهُ |
و يلقاكَ ملَّ العينِ طلقاً جبينهُ | تدرُّبأرزاقِ المفاة ِ يمينهُ |
بفيضِ الأيادي البيضِ والكرمِ الندى | |
فيا ظامىء َ الآمالِ ليلكَ والسرى | وزرْ بحرَ جودٍ مخصبِ السوحِ مخضرا |
أتظمأ وذا يحيى بنُ أحمدَ في الذرى | شريفٌ منيفٌ طالَ مجداً ومفخرا |
بأحمدِ والسبطينِ خيرِ محتدِ | |
يسركَ إنْ أوما إلى الخطِّ كاتباً | و إنْ قرأ القرآنَ أبدى عجائبا |
يغادرُ أكبادَ القلوبِ ذوائباً | و يصدعُ بالتبريزِ إنْ قامََ خاطباً |
و ينسيكَ تطريبَ الحمامِ المغردِ | |
فتى جدهُ البدرُ الأمينُ المطهرُ | و أعلى معاليهِ البتولُ وحيدرُ |
و ما هوَ إلا بالمحامدِ يذكرُ | أديبُ أريبٌ فيصلٌ متبحرٌ |
فصبحُ صبيحٍ زندهُ غيرُ مصلدِ | |
قطعتُ حبالَ لفقرِ حينَ وصلتهُ | وأدركتُ منهُ كلًَّ شيءٍ أملتهُ |
فللهِ منْ يعلو على الشعرِ نعتهُ | يلذُ مديحي فيهِ مهما مدحتهُ |
و يسكرُ منْ غيرِ السلافة ِ منشدي | |
جمعتُ معاني المدحِ تاجاً لأجلهِ | ونظمتهُ عقداً يليقُ بمثلهِ |
و أنزلتهُ في دارهِ ومحلهُ | و ما منْ يقولُ الشعرَ في غيرِ أهلهِ |
كمادحِ قومٍ شرفوابمحمدِ | |
أمولايَ صنى عنْ زمانٍ تبدَّلاَ | و ضعضعني حملُ الذنوبِ وأثقلا |
و لم ألقَ غوثاً أستغيثُ بهِ بلا | و صلتكَ يا فردَ المكارمِو العلى |
لعلَّ يداً بيضاً تمدُّ بها يدي | |
جعلتُ القوافي نحوَ جودكَمنهجا | لعلى َ ألقى منْأذى الدهرِ مخرجا |
و لي فيكَ يابدرُ الدجى أحسنُ الرجا | فأنتَ ثمالُ الخيرِ والخيرُ يرتجى |
لديكَ ووجهُ الخيرِ وجهكَ سيدي | |
مدحتكَ يا ذا الفضلِ والمفخرِ السنى | بمنْ غيركمْ ألجأ إذا الضرُّ مسني |
وهلْ يطلبُ الإحسانُ منْ غيرِ محسنٍ | فرشْ حسنَ ظني بالعوارفِ واكسني |
واقضِ لباناتي وودعْ وزودِ | |
بحقكَ يا مولى على لهُ الولى | أجرني عذاباً رحمة ً وتفضلا |
حنانيكَ يا منْ جودهُ ملأَ الولا | بقيتَ لأهلِ الأرضِ قصداً ومو ئلاَ |
و بابكَ يا فردَ العلى غيرُ موصدِ | |
ومدتْ بكَ النعمى غمائمُ جودها | مظلة ً في غورها ونجودها |
و مدتْ لأهلِ الفضلِ شمسُ سعودها | و لا زلتَ في الدنيا مناخَ وفودها |
و غيمَ غناها المستفيضِ بمسجدِ |