ضربوا الخيامَ على الكثيبِ الأخضرِ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
ضربوا الخيامَ على الكثيبِ الأخضرِ | ما بينَ روضة ِ حاجرٍ ومحجرِ |
و تفيؤا في الأرض ظلا وارتووا | من مائه المتسجم المتفجر |
و اخضر فردوس الخمائل إذ غدا | و سرى عليه حيا العريض الممطر |
فكأنَّ لؤلؤَ ظلهِ رأدَ الضحى | دررٌمتى تسري النسائمُ تنثرِ |
أوما ترى عذباتِ باناتِ اللوا | ترتاحُ روحَ نسيمها المتعطر |
ولعَ البشامُ بنفحة ٍ نجدية ٍ | تغشى الرياضَ بعنبرٍ ومعنبرٍ |
إنَّ النفوسَ على اختلافِ طباعها | طعمتْ منَ الدنيا بما لمْ تظفرِ |
و على الكريمِ دلالة ٌ عذرية ٌ | بصرتْ بهِ فأرتهُ ما لمْ ينظرِ |
يا نازلاً بربا الأراكِ عداكَ ما | حملتُ منْولهي وطولِ تذكري |
سلْ جيرة َ الجرعى غداة َ غدتْ بهمْ | نزلُ الركائبِ في الفريقِ المصحرِ |
هلْ جددوا عهداً بمعهدِ رأمة ٍ | أمْ طنبوا في الشعبِ شعبِ العوعرِ |
للهِ درُّ العيسِ وهيَ رواسمٌ | بمروحٍ ومصبحٍو مهجرِ |
يخرقنَ منْ حجبِ السرابِ سرادقاً | ما بينَ طيبة َ والمقامِ الأكبرِ |
و يلجنَ في لججِ الظلامِ ضوامراً | شوقاً إلى المزملِ المدثرِ |
الأبطحي المنتقى منْ غالبَ | و الطاهرِ الطهرِ البشيرِ المنذرِ |
الصادقِ الهاديِ الأمينِ المجتبى | و السابقِ المتقدمِ المتأخرِ |
وابنِ العواتكِ منْ سليمٍ إنهُ | ذو الفخر إجماعاً ومنْ لمْ يفخرِ |
ملأتْ محاسنهُ الزمانَ وأشرقتْ | بوجودهِ الأكوانُ فاسمعْ وانظرْ |
و تتابعتْ نعمٌ بهِ وتطاولتْ | رتبٌ تناهى في عراضِ المشتري |
هذا مناركَ يا محمدُ مذْ سما | طلعتْ طلائعهُ بنورِ النيرِ |
كمْ نازعتكَ الفخرَ سادة ُ مكة | ٍ حسداً وهلْ صدفٌ يقاسُ بجوهرِ |
و لأنتًَ سرُّ المرسلينَ وخيرُ منْ | وطيءِ الثرى منْ منجدٍ ومغورِ |
ضربتْ رواقَ العزِّ دونكَ هيبة ٌ | قصمتْ عرا المتكبرِ المتجبرِ |
وسمعتْ نجومكَ بالسعودِ وأشرقتْ | شمسُ الوجودِ بحظكَ المتوفرِ |
وأرتكَ أنوارُ النبوة ِ ما انطوى | في الكونِ منْ مكنونِ سرٍ مضمرٍ |
ووقتكَ منْ لفحِ السمومِ غمائمٌ | مبسوطة ٌ منْ فوقِ بدرٍ مزهرِ |
و عليكَ سلمتِ الغزالة ُ مذ رأتْ | بكَ منْ بديعِ الحسنِ أكملَ منظرِ |
وأوا بدُ الوحشِ الكوانسِ في الفلا | نادتكَ باسمِ معرفٍ لمْ ينكرِ |
و ببطنِ كفكَسبحتْ صمُّ الحصى | و كذاكَ حنَّ الجذعُ يومَ المنبرِ |
و نبتْ عليكَ العنكبوتُ بنسجها | في الغارِ توهمُ أنَّ منهجهُ بري |
و غدتْ مغيرة ً لأثركَ في الثرى | و رقُ الحمامِ فعادَ غيرَ مؤثرِ |
و جعلتَ شقَّ البدرِ معجزة ً لمنْ | في الحي منْ بدو هديتَ وحضرِ |
و لمدحكَ الوحى المنزلُ فصلتْ | آياتهُ عنْ معجزاتكَ فاشكرِ |
و مكارمٌ قدْ عمتِ الدنيا ندى | و هدى وأخرى أخرت للمحشر |
فخر الجلالة ِ والمهابة ِ والعلى | و شفاعة ُ العقبى وحوضُ الكوثرِ |
يا بهجة َ الدنيا وعصمة َ أهلها | منْ كلِّ خطبٍ عابسٍ متنكرِ |
كنْ منْ أذى الدارينِ نصري واحمني | و لنيلِ ما أرجوهُ موسمَ متجري |
واجعلْ مديحي فيكَ حبلَ تواصلٍ | بيني وبينكَ يارفيعَ المفخرِ |
قلْ أنتَ يا عبدَ الرحيمِ وكلُّ منْ | واليته ُ فيذمة ٍ لمْتخفرِ |
و لمنْ يليني صحبة ً ورحامة ً | بالخيرِ يا خيرَ العبادِ فبشرِ |
وادرأْ بصولكَ في نحورِ حواسدي | أبداً وقمْ بي حيثُ كنتُ وشمرِ |
و إذا دعوتكَ للملمة ِ فاستجبْ | و إذا انتصرتُ بجاهِ وجهكَ فانصرِ |
وعليكَ صلى اللهُ ياعلمَ الهدى | ما لاحَ ملتثمُ الصباحِ المسفرِ |
و على المذهبة ِ الكرامِ كواكبُ ال | إسلامِ صحبِ الخيرِ للمتخيرِ |