صرفت فعلي في الأسى وقولي
مدة
قراءة القصيدة :
6 دقائق
.
صرفت فعلي في الأسى وقولي | بحمد ذي الطول الشديد الحول |
يالائماً ملامه يطول | إسمع هديت الرشد ما أقول |
كلامك الفاسد لست أتبع | حد الكلام ما أفاد المستمع |
أفدي غزالاً مثلوا جماله | في مثل قد أقبلت الغزاله |
ما قال مذ ملك قلبي واسترقّ | كقولهم رب غلام لي أبق |
للقمرين وجهه مطالع | فهي ثلاث ما لهن رابع |
لأحرف الحسن على خديه خط | وقال قوم انها اللام فقط |
داني المزار يحذر الضنين | عليه مثل بان أو يبين |
كتمته والحسن ليس يجتلى | والاسم لا يدخله من وإلى |
منفرد بالحب في دار الهنا | مثاله الدار وزيد وأنا |
لا يختشي ملاعب الظنون | والأمر مبني على السكون |
في خده التبري هان نشبي | وقيمة الفضة دون الذهب |
فاصرف عليها ثروة تستام | فما على صارفها ملام |
و انفق له دينار من ضن وشح | ولا تبل أخفّ وزناً أم رجح |
و إن رأيت قده العالي فصف | وقف على المنصوب منه بالألف |
و العارض النوني ما أنصفته | وان تكن باللام قد عرفته |
في مثله انظم ان نظمت محسنا | وإن ذكرت فاعلاً منونا |
واهاً لها بحرف نون قد عرف | كمثل ما تكتبه لا يختلف |
يأتي بنقط الخال في إعجام | وتارة يأتي بمعنى اللام |
دونك ان عشقته بين الورى | معظماً لقدره مكبرا |
و ان ترد وجنته المنيره | فصغر النار على نويره |
كم ومتى جادلت فيه من عذل | ولا وحتى ثم أو وأم وبل |
حتى تولت أوجه العذال | وأقبل الغلام كالغزال |
للحظه المسكر فعل يطرب | مفعوله مثل سقي ويشرب |
فلا تلم عويشقاً فيه تلف | ولا سكيران الذي لا ينصرف |
لا تلح قلبي في الهوى فتتعبا | وما عليك عتبه فتعتبا |
جسمي وذاك الخصر والجفن الدنف | هنّ حروف الاعتدال المكتنف |
بجفنه نادى الهوى يا للشجي | وكل ياءٍ بعد مكسور تجي |
يا جفنه الناصب فيه فكري | ونصبه وجره بالكسر |
إن قيل للظبي هنا إلمام | فاكسر وقل ليقم الغلام |
و يا مليحاً عنه أخرت القمر | إما لتهوان وإما لصغر |
كرر فما أحلى لسمعي السامي | قولك يا غلام يا غلامي |
و ارفق بمضناك فما سوى اسمه | و لا لغير ما بقى من رسمه |
فقد حكى العداة بالوقوف | فاعطف على سائلك الضعيف |
أفقرت في الحسن الغواني مثلما | قالوا حذامي وقطامي في الدما |
فافخر بمعنى لحظك المعشوق | في كل ما تأنيثه حقيقي |
يالك لحظاً بسعاد أزرى | وجاء في الوزن مثال سكرى |
حتى اسمه منتقص لمن وعى | كما يقال في سُعاد يا سُعا |
يا واصفاً أوصاف ذياك الصبا | تمّ الكلام عنده فلينصبا |
هيهات بل دع عنك ما أضنى وما | وعاص سباب الهوى لتسلما |
و حبر الأمداح في عليّ | قاضي القضاة الطاهر التقيّ |
بكل معنى قد تناها واستوى | في كلمٍ شتى رواها من روى |
باكر إلى ذاك الحمى العالي وصف | اذا درجت قائلا ولم تقف |
دونك والمدح ذكياً معجباً | نحو لقيت القاضيَ المهذبا |
ذو الجود والعلم عليه أرسى | وهكذا أصبح ثم أمسى |
فاضرع الى قارٍ لقاء نافع | واقرع الى حامي حماه المانع |
يقول للضيف نداه حب وهل | ومثله ادخل وانبسط واشرب وكل |
إذا ظفرت عنده بموعد | يقول كم مال أفادته يدي |
له يراع كم له في خطره | حماية منظومة مع درّه |
في الجود واليأس وفي العلم وفي | ذلك منسوب اليه فاعرف |
فقولهم أبيض في الهبات | كقولهم أحمر في الصفات |
شم حدّه يوم الندى والبأس | فإنه ماضٍ بغير لبس |
لله ما ألينه عند العطا | وما أجد سيفه حين السطا |
يهزه ذو الرفع في العلاء | والجزم في الفعل بلا امتراء |
حبر له يثني الثناء قصده | وخلفه وإثره وعنده |
إن قال قولاً بين الغرائبا | وقام قسّ في عكاظ خاطبا |
وان سخا أتى على ذي العددِ | والكيل والوزن ومذروع اليدِ |
معطل السمع من العذال | فحاله مغير بحال |
الفضل جنس بيته المهنى | ونوعه الذي عليه يبنى |
سامَ به أهل العلى جميعاً | وادفع ولا ردًّا ولا تفريعا |
وإن ذكرت أفق بيت قد نما | فانصب وقل كم كوكباً يحوي السما |
بيت نظيم المجد والعلاء | عند جميع العربَ العرباء |
يقرّ من يأتي له أو اقترب | وكل منسوب الى اسم في العرب |
تقول مصر في علاه الواجبه | كقول سكان الحجاز قاطبه |
أبنية الأنصار طلاّع الفنن | و زاد مبنى حسنه أبو الحسن |
جار إذا ما امتدت الأيادي | تقول هذا طلحة الجواد |
اذا اجتليت في العطا جبينه | أو استشرت للرجا يمينه |
تقول قد خلتُ الهلال لائحاً | وقد وجدت المستشار ناصحا |
كم بالغنى عنه تولى راحل | وواقف بالباب أضحى السائل |
فياض سيب في الورى فلم يقل | في هبة ٍ يا هبَ من هذا الرجل |
قال له الشرع امض ما تحاوله | واقض قضاء لا يردّ قائله |
وأنت يا قاصده سر في جدد | واسع الى الخيرات لقيت الرشد |
إن تكتحل سناه تلقى الرشدا | وأين ما تذهب تلاق سعدا |
فافخر به سحب الحيا إن صابا | واستوت المياه والأخشابا |
ولا تقل كان غماماً ورحل | كان وما انفك الفتى ولم يزل |
باب سواه اهجر عداك عيبُ | وصغّر الباب فقل بويبُ |
هذا الذي يفعل فينا الطولا | فقدم الفاعل فهو أولى |
جود به أنسى أحاديث المطر | فليس يحتاج لها الى خبر |
مثل الهبا فيه كلام العذّل | والريح تلقاء الحيا المنهل |
وبحر شعر خضته لذكره | وغصت في البحر ابتغاء درّه |
حنى ملا عيني نداه عينا | وطبتُ نفساً إذ قضيتُ دينا |
دونكها معسولة الآداب | ممزوجة بلمحة الاعراب |
مضى بها الليل مضيّ الأنجم | وبات زيدٌ ساهراً لم ينم |
فافتح لها باب قبول يجتلى | وان تجد عيباً فسدّ الخللا |
لازلت مسموع الثنا ذا مننِ | جائلة دائرة في الألسن |
ما لعداك راية تقام | وليس غير الكسر والسلامُ |