قمر الشتاء
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
يُطلُ على كل الجهات | يغمر الشوارع والساحات | والمحيطات والغابات | وبلداناً بعيدة | وحدود لا نهائية | ولكن الأهم من ذلك | انه يُطل علينا من النافدة | وينثر علينا تِبْنهُ الفضي | ولا يدعنا ننام | وحين يتغافل بعضنا عنه | يمد ذراعه التي تلمع | ويشدنا من أصابعنا | من ياقة القميص الصوف | ويفرّك جليده في رقبتنا | فنتضاحك بفرح | كما الأطفال حين يتهدّم عليهم | كوخ الثلج في الحلم | ونهدأ لحظة | لأنه يصير جسوراً تأخذنا لذكريات بعيدة | بعيدة جداً | لا تفصلنا عنها سوى خطوات صغيرة | تتراكم فيها جدران وقضبان | وأسلاك شائكة وجنود | وبنادق وأجراس انذار | وقوانين وقضاة وأقزام وقصابين | ونحن لسنا أكثر من عصافير صغيرة | صغيرة جداً | ولكن كلما ازدهر القمر الشتائي في حدائقه | كلما صارت العصافير صغيرة جداً | أكثر قوة من العنف والعسف | المتراكمين | ويواصل القمر في الهطول . | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (قاسم حداد) .