بدت ورنت لواحظه دلالا
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
بدت ورنت لواحظه دلالا | فما أبهى الغزالة والغزالا |
وأسفر عن سنا قمرٍ منيرٍ | ولكني وجدت به الضلالا |
صقيل الخدّ أبصر من رآه | سواد العين فيه فخال خالا |
وممنوع الوصال اذا تبدى | وجدت له من الألفاظ لالا |
وأعجب اذ وضعت سلاح صبري | لمنظره وما رفع القتالا |
عجبت لثغره البسام أهدى | لنا درا وقد سكن الزلالا |
شهدت بشهد ريقته لاني | رأيت على سوالفه نمالا |
و أشهد أن في خديه جمرا | لانّ بمهجتي منه اشتعالا |
فيا لنعيم جسمٍ قد حواه | وقد أهدى الى قلبي الوبالا |
سأشكو الحزن ما بقيت حياتي | وأشكر في صنائعه الجمالا |
على حمد ابن محمود استقرت | عقول العالمين ولا جدالا |
رئيس للعلى طالت يداه | ولم يفخر بذاك ولا استطالا |
بديهي المواهب يوم جود | اذا روّى الورى وهبَ ارتجالا |
ونحوّي العوارف يوم جاهٍ | فكم نصبت على التمييز حالا |
و كم عطفت لذا من بعد هذا | وكان العطف والبذل اشتمالا |
لقد زهت العواصم يوم وافى | وأمست عصمة وغدت ثمالا |
و صح حمى الشمال بيمن رأي | أنال من السعادة ما أنالا |
فما يشكو سوى لحظ الغواني | ونشر الروض سقماً واعتدالا |
و كيف وقد تولى في حماه | عليّ القدر ذو كرم توالى |
حكى السبع الشداد علا وحاكت | عليه مدائحي السبع الطوالا |
أعاذله على المعروف دعه | فإن له به عنك اشتغالا |
و طالب شأوه في المجد أقصر | ودع ليث العرينة يا ثعالى |
له قلم يكف الخطب كفَّا | وينهمل الندى منه انهمالا |
إذا جلى الحروف فلست أرضى | سنا ابن هلال ثم ولا الهلالا |
تجانس صنعه فترى سجلاً | يروق وفي النوال ترى سجالا |
براحة منعم تعبت فسادت | وحاول طوله العليا فطالا |
وثقت بجوده فرأيت مالاً | أرى من غيره وكنزت مالا |
ألم تر أنني في كل عامٍ | إلى طلب العلى أبغي الشمالا |
بإسماعيل ابتدئ الأيادي | وابراهيم اختتم النوالا |
لقد رفعا قواعد بيت جود | دعا حج المقاصد واستمالا |
و لا والله لا أزجي ركاباً | لغيرهما ولا أنهي سؤالا |
إليك جمال دين الله قصداً | تعّود منك عزماً واحتفالاًُ |
و كنت بلوت برّك من قديم | فلم أصرف لغير حماك بالا |
رعاك الله ما دعي ابن غيث | وزاد ندى يديك ولا أزالا |
لقد حسنت فعالك في البرايا | فحسّن فيك مادحك المقالا |