هجرت بديع القول هجر المباين
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
هجرت بديع القول هجر المباين | فلا بالمعالي لا ولا بالمعاين |
وكيف أعاني سجعه أو قرينة | وقد فقدت مني أجلّ القرائن |
ثوب في مهاوي الترب كالتبر خالصاً | فحققت أن الترب بعض المعادن |
فوالله ما أدري لحسن خلائقٍ | تسح جفوني أم لخلق محاسن |
دفنتك يا شخص الحبيب وقد بدا | لعينك حالي قلت إنك دافني |
كلانا على الأيام باكٍ وانما | أشدّ البلابين الحشا كلّ كامن |
الى الله أشكو يوم فقدك انه | عليّ ليوم الحشر يوم التغابن |
وكنت أخاف البين قبلك والنوى | فأصبحت لا آسي على أثر بائن |
كأنك بادرت الرحيل تخوفاً | عليّ من الحسن الذي هو فاتني |
فديتك من لي من سناك بلمحة | وينزل بي من بعدها كل كائن |
أأنسى قواماً أثقف الحسنُ رمحه | فما فيه من عيب يعدّ لطاعن |
ووجهاً حكى عن حسنه كلّ مقمر | ولحظاً روى عن طرفه كلّ شادن |
فوا أسفاً حتى أوسّد في الثرى | ويدني الرّدى منا مقيماً لظاعن |
وياليت شعري في القيامة هل أرى | محاسنها ما بين تلك المواطن |
رشاقة ذاك القدّ فوق صراطه | ودينار ذاك الخدّ بين الموازن |
سقتك غوادي المزن أنيَ ظامىء | الى الترب طوعاً للزمان المحارن |
شكوت زماناً خان بعد أحبتي | وبالغ في العدوى وبثّ الضغائن |
فلو طاب ليَ طابت حياتي بعدهم | وكنت ألاقيهم بطلعة خائن |