تحملوا من رياض الحسن أفنانا
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
تحملوا من رياض الحسن أفنانا | فأرسلت أدمع العشاق غدرانا |
وهيجوا يوم سلع ٍ من بلابلنا | لما أمالوا من الأعطاف أغصانا |
عربٌ جلوا بظباهم من خدودهم | شقائقاً ومن الأبدان نعمانا |
حلّو الفلا وعطت أجيادهم ورنوا | حتى أقاموا مع الغزلان غزلانا |
واستوطنوا عقدات الرمل واحتملوا | بين المآزر من يبرين كثبانا |
ما كنت قبل تلافي من جفونهمُ | أظنّ أن من الأسياف أجفانا |
و لا تخيلت معنى السحر عندهم | حتى تقلب حبل الشعر ثعبانا |
قالوا حكى الليل ما ضمته خمرهمُ | حتى نضوا فاذا بالفرق قد بانا |
من أين لليل أصداغٌ معقربة | تردي النفوس وتحييهن أحيانا |
و أين للبدر ألحاظٌ مفترة | يضرمنَ في مهجات الناس نيرانا |
كنا وكان لنا عيشٌ وأعقبنا | شجو فياليت لا كنا ولا كانا |
ياساكني السفح لا ألجى تلونكم | فهذه أدمعي قد حلن ألوانا |
استنغفر الله لم يذهب وفاً وندى | و في الأنام كمال الدين مولانا |
المالئ العين بشراً والا كف لهى | و القلب أبهة والسمع تبيانا |
و المانح المال مكيالاً لكثرته | و المستمد من الأمداح أوزانا |
فاق الكرام على تقديم عصرهمُ | فكان بسملة ً والقوم عنوانا |
وزاد فضلاً على فضل الجدود مضوا | فكان فاتحة ً والقوم قرآنا |
اذا تمثل أهل المجد همته | خرّوا لعزتها صمًّا وعميانا |
أكرم بها همم شبت عزائمها | فخلّ ما نقلوا عن معن شيبانا |
صان الحمى بجيوشٍ من مهارقه | لما أقل من الأقلام خرصانا |
وزاد في رتب العلياء منزلة ً | تلقى اذا عطشت للسحب أشطانا |
ذاك الذي زاد من تبيان أوله | أذا تخيفت الأبناء بنيانا |
كأن راحته الحسنى وأنمله | بحرٌ يمدّ الى العافين خلجانا |
يا من ركبت نجوم السعد أقصده | وما ركبت اليه الناس بعرانا |
شكراً لنعماك إن وفى حديث ثرى | شكرالرياض سفوح الودق هتانا |
إني سألت ندى كفيك ريّ صداً | وما سألت ندى كفيك طوفانا |
فاحبس هباتك عني أنني رجل | أخاف بغياً على نفسي وعدوانا |
واغلق لهاك وان زفت حدائقها | فحسبيَّ الودّ جنات ورضوانا |
أمّرت شعري على الأشعار قاطبة ً | حتى اتخذت لشعري فيك ديوانا |
وعزّ قولي ولم أقصد بوافده | إلا العزيز ولم أبذله مجانا |
وقد تكثر حسّادي وأورثهم | نفاق لفظيَ في ناديك أحزانا |
فارحم عداتي فاني قد رحمتهمُ | مما أرى منهمُ في الشام حرّانا |
تشكو العناء وما تعنو له فكري | فلا لحى الله إلا قلب أشقانا |
ودم مدى الدهر تخزي شانئاً ركدت | به الهموم وتعلو في الورى شانا |
ما خفتُ من ذنب أقارفه | فإنَّ في مدحك المقبول غفرانا |