العيد أنت وهذا عيدنا الثاني
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
العيد أنت وهذا عيدنا الثاني | ماللهنا عن قلوب الخلق من ثاني |
عيدان قد أطربا ملكاً فراسلها | بمطرباتٍ من الأقلام عيدان |
فاهنأ به وبألف مثله أمماً | وأنتما في بروج السعد إلفان |
مفطراً فيه أكباد العداة كما | فطرت أفواه أحبابٍ بإحسان |
في عمر نوح لأن الفال أفهمنا | لما أتى جودك الأوفى بطوفان |
تجري بأمداحك الأقلام نافذة | بالمبدعات لأسماعٍ وآذان |
يا ناصر الدين والدنيا لقد نفذت | أقلام مدحك في الدنيا بسلطان |
مقام ملكك في عزٍّ ومنتسب | كسرى بنسبته من آل ساسان |
فضلته بأواوينٍ ومعدلة ٍ | زادت فكيف بتوحيدٍ وإيمانِ |
لك المفاخر في عجم وفي عربٍ | وهيبة الملك في إنس وفي جانِ |
فلا حسود لشان قد بلغت فقد | عظمتَ عن حاسدٍ فيه وعن شاني |
وهل يقايس بهرام الزمان بمن | علا على قدر بهرامٍ وكيوانِ |
وهل يماثل بالنعمان ذو خدمٍ | له على كلّ باب ألفُ نعمانِ |
دانت لك الخلق من بدوٍ ومن حضر | وفاض جودك في قاصٍ وفي داني |
هذي المدائن من أقصى مشارقها | لمنتهى الغرب في طوعٍ وإذعانِ |
والسدّ تسرح أسراب الوحوش به | بالأمن ما بين آسادٍ وغزلان |
لا تقطع الطرق عن سارٍ الى بلدٍ | إلا منازه أنهار وغدرانِ |
إن يسم سلطان مصرٍ في حمى بلدٍ | ترجف على أنها آذان حيطان |
كأنّ جودك قد قالت سوابقه | ألأرض ظلي وكلّ الناس ضيفان |
نعم لك الملك موروث ومكتسب | وفي وزاد فنعم البانُ والباني |
زادت أياديك عن حدّ القياس فما | ألفاظ قسٍ وما ألفاظ سحبان |
لو تسأل الشهب عن علياء أسرته | ألفيته جاز عنها منذ أزمانِ |
محمد قد نشا في حجره حسنٌ | وقصر الحظّ بي عن لفظ حسانِ |
لكنه بالولا والنظم أرشدني | حتى لحقت بحسانٍ وسلمان |
له بشعريَ إمساكٌ بمعرفة ٍ | وفي البسيطة تسريحٌ بإحسان |
وأمسك الضعف نطقي برهة فرقي | بالمدح منظر ما قد كان أولاني |
ضعف تضاعف في فكري وفي بدني | حتى تحيف اسراري واعلاني |
وعطلتني عن الأوزان أنظمها | مدحاً وما عطلت جدواه ميزاني |
ان امتدحه بشعري أو بكسوته | فسوف تمدحه في الترب أكفاني |
كفّان في الجود جادت لي جوائزها | وكان خير سماع الشعر كفاني |
وقدمتني على الأقران ذو نعم | حتى جدعت به أنف ابن جدعان |
وقال قوم بما قد نلت تقدمه | فقلت مذ أمر السلطان ديواني |