يفدي كرام الحمى منكم كرائمه
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
يفدي كرام الحمى منكم كرائمه | ويعبق الروض إن ولّت كمائمه |
با آل تغلب لا يغلب تصبركم | صرف الزمان ولا تزهب عظائمه |
ليس النفائس مما تأسفون بها | ولا التثبت منقوض عزائمه |
ولا تلوم ولو فاضت جفونكم | على المصاب الذي انقضت حوائمه |
فأكرم الدمع ما سحت بوادره | من الوفاء وما انهلت سواجمه |
إناالى الله من رزء براحلة ٍ | بكى لها الحرم الأقصى وقادمه |
وبئر زمزم قد هاجت مدامعها | وبيت وائل قد ماجت دعائمه |
إن لم تزاحم بأولاها لها نسيباً | فقد غدت بمساعيها تزاحمه |
قريبة كل عن أوصاف رتبتها | سجع الفتى وهو منشي القول ناظمه |
و أوحشت صدر محراب بفقد حلاً | كأنها دمعة مما تلازمه |
ما خص مأتم أهليها بل اتفقت | في كل بابٍ من التقوى مآتمه |
فلو بكت سور القرآن من أسف | لانهلّ جفن النسا مما تكاتمه |
و لو أطافت بنات النعش لا بتدرت | تنافس النعش فيها أو تساهمه |
و لو درى القبر من وافاه لاحتفرت | من السرور بلا كفّ معالمه |
إن يغد روضاً فقد ارسى بجانبه | غيث الدموع وقد جادت غمائمه |
و هب من طي مثواه نسيم ثناً | يودّ نشر الغوالي لو يقاسمه |
وزيد في الحور ذي حجب ممنعة | يمسي ورضوان في الجنات خادمه |
مضى لأخصب من أوطانه وقضى | فما على الدمع لو كفت سوائمه |
هو الحمام الذي خففت قدرته | فكيف تنكر أمراً أنت عالمه |
لايفتأ الليل أن ترمى كواكبه | نبلاً ولا الصبح أن تنضى صوارمه |
بينا الفتى رافع الآمال خافضها | اذ انتحى من صروف الدهر حازمه |
ان يمس ربعك قد راعت نواعيه | فطالما صدحت أنساً حمائمه |
و ان يكن بيت صبري قد ألم به | عديّ دهرٍ فقد سلاه حاتمه |
لا تجزعن أبا العباس من خطرٍ | عداك فالوقت باكي الفكر باسمه |
و ذاهب بات طرف الخير ذا سهر | عليه وهو قرير الطرف نائمه |
ما ضره في مطاوي الأرض منزلة | وأنت دافنه والله راحمه |