قدوم كما حيي قدوم غمام
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
قدوم كما حيي قدوم غمام | وعود الى الأوطان عود حسام |
فهذا على الرواد أكرم حاتم | وهذا على الاسلام خير محامي |
لك الله من سارٍ الى أربٍ سرى | هلالٍ الى أن غار بدر تمام |
دعاك إلى أرض الحطيم تذكر | وغيرك مشغول الهوى بحطام |
فلله وفر من حلالٍ بذلته | على بلدٍ زاكي المحل حرام |
وما هيَ إلا همة ٌ تغلبية | تروم من العلياء كلّ مرام |
حوت أمد الدنيا من المجد وانبرت | تشق الى الأخرى صنوف زحام |
وما ضرّ ركباً كنت نجعة أهله | تعذر زادٍ أو صروفُ غمام |
فوالله ما برق البشاشة خلّبٌ | لديك ولا غيم الندى بجهام |
يطوف بك الحجاج في كل منزلٍ | اذا ذعرتهم سحبه بفطام |
كأنهم قبل الوصول تعجلوا | طوافهم في كعبة ومقام |
اذا ذكروا الركن اليماني يمموا | مواهب ركن للعفاة شآمي |
كريم الثنا يجدي الركاب كأنه | لنفحته قد حلّ دار سلام |
لقد ظفرت منكم قسيّ ظهورها | لدى عرض البيدا بخير سهام |
وأحسن بها حيث الزمان يروعها | نشاطاً كأن النصل ثنيَ زمام |
تمدّ جناحي ظلها في هجيرة ٍ | فتحسبها في البيد خيط نعام |
اذا خلعت وجه الفلا بمناسمٍ | تفاءل حاديها بنيل مرام |
إلى أن أتت أرض المقام كأنها | من البشر فيها بشرت بمقام |
ويمم هاتيك المناسك أروعٌ | تهمّ على أعطافه بسلام |
إذا هو ولى قبلة البيت وجههُ | فيا فضل محرابٍ وفضل إمام |
حلفت بما ضمّ المحصب والصفا | وبالبدن في لباتهن دوامي |
لطابت على علياه طيبة دوره | غدت لمساعي حجّه كختام |
وجئت جلال المصطفى منك قائماً | بشرعته الغراء خير قيام |
وعدت الى الأوطان مقتبل الهنا | يمدّ اليك السعي رأس غلام |
وشرفت أرضاً قد وطئت كأنما | وهادُ الشرى منها فروع أكام |
وتشرح أرض الشام فيك غرامها | بضعف نسيم أو حنين حمام |
وما أرقت حتى سريت كأنما | مقامك فيها كان طيف منام |
بقيت على أولاد آدم منعماً | وعن كل سام قد علوت وحام |