ربّ عيشٍ كأس مدامه
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ربّ عيشٍ كأس مدامه | ومليحٍ ضممت غصن قوامه |
تائه أقنع الهلال افتخاراً | انه قد غدى مثال لثامه |
عربيّ الى كنانة معزا | هُ ولكن لحاظه من سهامه |
ضائع العين كل سهران فيه | ضيعة القاف في حروف كلامه |
هبّ في جامه كخمرة فيهِ | وسقاني فوهُ كخمرة جامه |
وجفاني بعد اللقاء فيا نا | ر فؤاد المحب بعد سلامه |
ويح صب يخفى بكميه دمعاً | وهو كالزهر لاح في أكمامه |
سحرته العيون سحر ابن محمو | د بنفث البيان من أقلامه |
الرئيس الذي به غنى َ النا | س عن الغيث وارتقاء غمامه |
وثقوا أن غدوا ضيوفاً لابرا | هيمَ أن النجاح حول مقامه |
لم يقيسوا الحيا بجدواه لكن | بشروه من الحيا بغلامه |
أكمل العالمين فضلاً فما نس | أل ربَّ العباد غير دوامه |
أيّ حرّ لو لم تفضل ذووه | لكفته في الفضل نفس عصامه |
وجوادٍ لو لم يعمّ سخاه | لحبا من صلاته وصيامه |
وبليغ لو قام أهل المعاني | قال أسى من قولهم في منامه |
فاض فيض الغمام في الجوج لا قص | د مديح الغنى ولا خوف ذامه |
وحمى الدين إذ سما فله الفض | ل على كلّ سامِ دهر وحامه |
ما روى الناس في التواريخ قدماً | مارووا للسماح في أيامه |
عدّ بالخنصر المقدم إذ أو | ضح وجه البيان من إبهامه |
ودرى المدح عجزه عنه لكن | خاف عنه الكتمان من آثامه |
يا رئيساً نرجو به أدب الده | ر لأنا نراه من خدامه |
دم هنيئاً بألف صومٍ وفطرٍ | مسعد في اقتباله وانصرامه |
من غدا طاهراً كطهرك فينا | كان كل الشهور شهر صيامه |
أو غدا جائداً كجودك فينا | كان كل الأوقات أعياد عامه |
فاز حرٌّ أمسيت مغزى رجاه | وزمان أصبحت صدر منامه |