له كل يومٍ فيك واشٍ وعاذلُ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
له كل يومٍ فيك واشٍ وعاذلُ | وفي قلبه شغل من الحبّ شاغل |
أخو صبوة ٍ أثرى من السهد طرفه | ولكن له دمعٌ على الخد سائل |
مقيمٌ ولو جدّ الرحيل على الولا | ودانٍ وان شطت عليه المنازل |
اذا غردت ورق الحمائم في الضحى | على فننٍ هاجت عليه البلابل |
و أغيد في عليا دمشق محله | وفي لحظه من صنعة السحر بابل |
و لحظ اذا حفته أصداغ شعره | فما هو الا سيفه والحمائل |
تطاولت الأغصان تحكي قوامه | وعند التناهي يقصر المتطاول |
و فضلت الجوزا على البدر وجهه | وقال السهى للشمس لونك حائل |
و أعيا فصيح الوصف نبت عذاره | وعير قسّا بالفهاهة باقل |
و لما مشى فوق البسيطة زانها | وفاخرت الشهب الحصا والجنادل |
و ما خفتُ من جهل العذول وانما | بغيضٍ اليّ الجاهل المتعاقل |
و اني وان كنت الأخير غرامه | لآتٍ بما لم تستطعه الأوائل |
تعشقته كالبدر في الطرق مشرقا | فيا أسفي والبدر زاهٍ وآفل |
و أسكنته كالضيف وسط جوانحي | فيا حزني والضيفِ بالبيت داخل |
لقد اعقبت قلبي صنوفاً كثيرة | من الشجو أيامُ اللقاء القلائل |
سقى الله أيام اللقا سحب راحة | وزيرية فهي الهوامي الهوامل |
وزير له في طالب الفضل راحة | ولكنها قد أتعبتها الفواضل |
لقد قام عبد الله يدعو إلى الندى | فأهوت شعوبٌ للرجا وقبائل |
له الله ما أوفى وأوفر سؤدداً | اذا نوّهت بالسائدين المحافل |
تردد في أفق الوزارة شخصه | كما رددت شهب السماء المنازل |
و عطل مغناها اتباعاً لزهده | وإن محلاًّ بان عنه لعاطل |
ألم تر شباك الوزارة كله | عيبونٌ تراعي عوده وتحاول |
سلوا عنه مصراً والشام ففيهما | شواهد من آثاره ودلائل |
ألم يرض أرض الواديين بحفل | من السحب الا أنهن أنامل |
كلا وادييها عاشق لنزوله | على أنه في بلدة الأفق نازل |
تغامز من هذي أصابع نيلها | وهذي برقراق العيون تغازل |
و كان عريقاً في المناصب بيته | مكيناً اذا ما قيل كافٍ وكافل |
فلا واصلاً حبلاً لمن هو قاطعٌ | ولا قاطعاً حبلاً لمن هو واصل |
له قلم كالغصن بالماء مثمرٌ | ولكنه غصنٌ الى الجود مائل |
يسمن بيت المال وهو هزيله | ويفعل أفعال الظبا وهو هازل |
اذا هزّ في يوم الخطاب فعالمٌ | وان هزّ في يوم الخطوب فعامل |
اذا قلت ياللصاحب ابتدرت إلى | نداك معالٍ كالنجوم موائل |
فقل فيه ما شئت المقال مهنئاً | فانك في ظلّ السيادة قايل |
هنيئاً لمولانا الوزير إيابه | ومقفله في الذكر والأجر حاصل |
و لا برحت أوقاتنا ببقائه | مواصلة أبكارها والأصائل |
يكف الأذى عن حالنا جود كفه | ويروي لنا عنه عطاءٌ وواصل |