قاسي الجوانح لين الاعطاف
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
قاسي الجوانح لين الاعطاف | أهواه في الحالين غصن خلاف |
رشأ من الأتراك إلا أنّ في | جفنيه ما في الهند من أسياف |
أدنى حياصته الى أردافه | فانظر لزخرفها على الاحقاف |
واعجب لشكوى الخصررقة حاله | ومن الغنى لشكاية الأرداف |
ولتاركي في حبه وكأنما | إنسان عيني مبتلى برعاف |
أفديه عسال القوام اذا مشى | واذا يشاء فمعسل الترشاف |
تلتفّ قامته بوارد شعره | فأرى الشقا في جنة ٍ ألفاف |
ولقد أرى طرق الرشاد بتركه | لكنّ قلبي مولع بخلافي |
واشقوتي منه بخصر مخطف | نهب السلوّ وناظرٍ خطاف |
إن خاب سائل أدمعي في حبه | فلكثرة الإلحاح والإلحاف |
وأكاد أصدق ثمّ يطمعني به | بشر يغير الدرّ في الأصداف |
لا اليأس يثبت لي عليه ولا الرجا | فكأنني في موقف الأعراف |
ولربّ ذي عذلٍ اذا بلَ البكى | ردني باكر مسمعي بنشاف |
مالي وللعذل في متحكمٍ | لي في الهوى مضنٍ لديه وشاف |
إني لأطلب لا لشيءٍ وصله | إلاّ لينظر في الوصال عفافي |
ما كان في العشرين يهفو منطقي | أيكون في الخمسين فعلٌ هاف |
شيمٌ عن السلف الذكي ورثتها | لا في الصبي عييت عليّ ولا في |
لي حين أنسب أسرة ٌ عربية ٌ | كادت تعدّ الشهب من أحلافي |
وفضائل ما قد سمعت وأنها | لمسامع الأشراف كالأشناف |
ولرب وردٍ عفته لتدلكٍ | ولو أنه نهرُ المجرة طاف |
ما أجور الأيام في إهمالها | حقي وأعدلها عن الانصاف |
أشكو التأخر في الزمان وهذه | شيمي لديه وهذه أسلافي |
عطفاً أحال الدين والدنيا على | حالي فعندك يحسن استعطافي |
إن لم أبت ضيفاً لبابك قادماً | فاجعل كتابي واحدَ الأضياف |
وأجزت باب قرى عوائد نحوه | أن لا يجوز لديه حذف مضاف |
من أين للآمال مثلك كافلٌ | أم أين للأحوال غيرك كاف |
أنت الغياث اذا الغمائم أخلفت | وعد الثرى بالدرّ في الاخلاف |
والمسماحة في الندى آلافه | والواحد المربي على الآلاف |
غيث الشآم ونيل مصر اذا شئت | يوماً وضاقت رحلة ُ الإيلاف |
مدت الى قاضي القضاة يدُ الرجا | فأمدها بعوائد الإتحاف |
هو كعبة الفضل التي قد أغربت | أهل المقاصد حولها بطواف |
أقلامه مثل السهام سديدة ٌ | لكنها للوفد كالأهداف |
حفيت بوفد الآملين فكلها | يسعى الى لفيا المؤمل حاف |
في كفّ فياض النوال كأنها | لمعُ البروق بعارضٍ وكّاف |
لا عيبَ فيه سوى عطاءٍ مخجلٍ | جهد المدائح زائد الإسراف |
وثنا يشف ضياؤه فكأنما | في أعين الاعداء منه أشافي |
أوصاف مجدٍ أينعت فترنمت | بالسجع فيها ألسنُ الوصاف |
ومناقب قد يممت أمد العلا | فقفت سوابقها الحسان قواف |
وفخار بيتٍ في السيادة وازنٌ | ما بيت نظم فخاره بزحاف |
بيتٌ أبو دلفٍ بناه وبالغت | انباه في شرف وفي إشراف |
ما فاخرته العرب الاّ هاشماً | فغدت لديه هشيمة الاناف |
أو سامت الفرس الاوائل عزه | لتقطعت اكتاف ذي الاكتاف |
تبقى على مرّ الزمان وغيره | عاف الذرى متوعر الاكناف |
يا من مقام فخاره المحمود لم | تحتج دلائله الى كشّاف |
وضحت بهمتك العلوم فكلها | إجماع متفق بغير خلاف |
ووراك صلى السابقون وسلمت | آداؤهم من مثبتٍ أو ناف |
وبك ازدهى الشرع المنيف مقامه | وأقر رائد روضه المستاف |
يحميه رمحٌ من يراعك نافذٌ | ويقيك درعٌ من سجلك ضاف |
واذا استشار الملك رأيك في دجى | أمرٍ ثنيت الصبح في الإسراف |
عجباً لمثلك كيف يهمل حالتي | من بعد ذاك العطف والاسعاف |
وليَ المصيف وفي حشاي حرارة ٌ | للهم فوق حرارة المصطاف |
وكفى عداتي أنني مافيّ أن | ورد الشتا إلا لساني داف |
ومن الحوادث أن عزمي والصبى | أودى فليت الحادثات كفاني |
ولبعد بابك وقدُ نارٍ في الحشا | ترمي بكل شرارة كطراف |
بالرغم أن يجفو ترابك مبسمي | لكنه غدر الزمان الجافي |
ولئن قعدت فان ركبَ مدائحي | متواصل الاعناق والايجاف |
خذها اليك كلامة ٍ مسرودة ٍ | يوم الفخار وحلة أفواف |
نظمتها لك والنجوم كأنها | في الافق من تعب المسير غواف |
والنسر ينهض بينها بقوادمٍ | لكنهنّ عن العيان خواف |
فأتتك من صنف الجمال بديعة | والنظم مثل بنيه ذو إنصاف |
في الناس من يمشي على رجلين في | نظمٍ ومن يمشي على أخلاف |