تجلى فقلت البدر والليل شعره
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
تجلى فقلت البدر والليل شعره | وماس فقلت الغصن والحلي زهره |
وأفصح عن ألفاظه وابتسامه | فأعجبني نظم الجمان ونثره |
مليح يغيظُ الورد حمرة َ خده | ويطوي حديث العنبر الورد نشره |
كأنّ بما في الثغر نظم عقده | والاّ بما في العقد نظمّ ثغره |
عجبت لمخضرّ العذار بخدّه | على أنه يذكو ويلهب جمره |
وليس عذاراً ما أرى غير أنه | لماءِ حياة ِ الرّيق أقبل خضره |
كلفت به حلوَ اللمى بابليه | فمن أين يحلو عنه للمرء صبره |
وأسكنته قلبي الذي طار فرحة ً | فطائره قلبي الحزين ووكره |
ووالله ما وفيته حقَّ نزله | اذا كان في نار الحشا مستقره |
عليّ له أن أبذل القلب والحشا | على ما يرى في الحب والأمر أمره |
ويعجبني طرفٌ تدر دموعه | على حسنه الغالي فلله درّه |
أحنّ لوجهٍ تهتُ فيه صبابة ً | فلله صبّ ضلّ اذلاح بدره |
وأنصب طرفي نحو طرف يشوقني | اذا مالتقى في الحب نصبي وكسره |
أما والذي قاست عليه جوانحي | من الضنك ما قاسى من الردف خصره |
لقد زين قلبي المستهام بحبه | كما بشهاب الدين قد زين دهره |
رئيس كما ترضى السيادة والعلى | به زال ذل الدهر واشتد ازره |
كثيرالايادي البيض في كل مقصد | اذا ماغدت تسعى على الطرس حمره |
عليك به ان عافت المدح الورى | وضاق به سهل الرجاء ووعره |
سجاياه لازهر الرياض وعرفها | وجدواه لا ظلّ الغمام وقطره |
اذا رمت أن تتلو على يده الرجا | فتيسير عنوان الندى منه نشره |
رأيت له فضلاً على جامعي الثنا | كما فضل الشهر المحرَّم عشره |
و قدراً اذا أضحى به الذكر طائراً | غدا واقعاً عنه من الليل نسره |
من الباذلي الاموال والقامعي العدا | فأعداؤه تشكو النثارَ ونثره |
له قلمٌ تنهل بالجود سحبه | وتشرق في أفق الفضائل زهره |
عجبت له من طاهر اللفظ ظاهر | على أنه قد حاق في الناس سحره |
أما وأبي العليا لقد ساد في الورى | سيادة من أربى على الحصر شكره |
أثاب فقلنا الغيث أبداه شامه | وزاد فقلنا النيل أهدته مصره |
هو الملتقي رفعة بتواضعٍ | وربَّ رفيع حطّ علياه كبره |
و أفعاله أوفى ندى من مقاله | واكرم من أخباره الغرّ خبره |
و أفسح من بحر البلاد وبرها | ومدحي وآمالي نداه وصدره |
علقت بحبل من مودته التي | هي الذخر لا بيض الثراء وصفره |
و عاودته بالقصد أجلو مدائحي | على فكره الأذكى وحسبي فكره |
ومن كان مثلي واثقاً بولائه | فيا ليت شعري ما يحاول شعره |