أذاتَ الحجى إن الحجاب ليمنع
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أذاتَ الحجى إن الحجاب ليمنع | عن اللفظ حتى في رثائك يسمع |
ولكنّ تطويقي لهى ً ناصرية | تحث على أني أنوح وأسجع |
ولم لاَ وقد أبصرته متحرقاً | بفرقة حبّ راحلٍ ليس يرجع |
أيسرع لي بالمال جوداً ولا أرى | بماء جفوني جائداً أتسرّع |
وأما دموعي بالبكاء كأنها | على صحن خدي من دم القلب تهمع |
لقد عمّنا ما خصه من رزية ٍ | بأمثالها تدمي الجفون وتدمع |
رزية من كانت له أصل بهجة | وكلّ بهيج ضمنها يتفرّع |
فمالي لا أرثي تقاها وفضلها وأندب للمحراب قنديل غرة ٍ بنور التقى طول الدجى يتشعشع | وأرثي له والقلب حرّان موجعسقط بيت ص |
وأندب للمعروف والبرّ راحة ً | ترى راحة تعبانها حين ينفع |
وأندبها للترب من حجب العلى | وديعة أستار الى عدن تودع |
وأندبها لليوم صوماً وللدجى | صلاة ً وأذكاراً ونسكاً يوزّع |
وللبيت بيت الفضل كدّر صفوه | وللبيت من ذات الصفاحين يهرع |
فيالك من بيت جديدٍ بكى لها | وبيتٍ عتيق نحوها يتطلع |
ويالك من حزنٍ تجدد عندنا | به حزن يعقوب الذي كاد يقلع |
وحزن أخٍ قد جاورته كرامة | لها وإلى بيتِ الكرامات ينزع |
وحزن كبار أو صغار تتابعوا | أسوداً وغزلاناً تسير وتتبع |
هو الموت كأساًُ من حميّا حمامها | ومن حسراتٍ قبلها تتجرع |
وصرف لأرواح البرية ناقدٌ | على أنه في أخذ نقديه مجمع |
وسبع ليال دائراتٍ على الورى | بنوع افتراس فيهمو ليس يشبع |
ألا في سبيبل الله نقد عزيزة | تولت وأبقت لاعج الحزن يرتع |
سلامٌ ورضوانٌ عليه ورحمة ٌ | وروحٌ وريحانٌ وخمرٌ منّوع |
على جهة ٍ إن قيل ستّ فانها | عليها من الست الجهات تفجع |
يعزّ عليها نار حزنٍ تمسه | وتلك بجنات العلى تتمتع |
ولو بلغت ما مسه من مصابها | لكادت به في جنة الخلد تجزع |
وما رحلت حتى رأت فيه كلما | تمنت فليست من حمام تروع |
ولو خيرت لم ترض إلا بقاءه | ونقلتها فليهنها القصد أجمع |
وكم مرة فداه بالنفس نطقها | فقد صحّ ما كانت له تتوقع |
وشيعها بالبرّ زاداً تسنناً | فلله منه سنة وتشيع |
تهنّ بنو نعش لمطلع نعشها | نعم وبنات النعش أيان تطلع |
وما هي إلا روعة ٌ من رزية ٍ | ولكن لها ثبت العزائم أروع |
بليغ عرفنا صنعة اللفظ عنده | فما قدرُ ما في وعظه يتصنع |
سقى لحدها الروضي غيث كأنه | نداه علينا وارفٌ وممرع |
وخفف عن أحشاه وهجاً لو أنه | سحائب ضيف عن قريب تقشع |
طمعنا بحدس في رجوع مفارق | وفي غير من قد وارت الأرض يرجع |
وان منع الماضون من سعيهم لنا | فانا عن المسعى لهم ليس نمنع |