عجبت خلتي لو خط مشيبي
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
عجبت خلتي لو خط مشيبي | في أوان الصبى وغير عجيب |
من يعم في بحار همي يظهر | زبدٌ فوقَ فرعهِ الغربيب |
من يحارب حوادث الدهر يخفى | لون فؤديهِ في غبار الحروب |
أي فرع جونٍ على عنتِ الايا | م يبقى وأي غصنٍ رطيب |
لو همي ماء معطفيّ في الل | ن لأفننته مهجتي بلهيب |
ربّ يوم لو لم أخف فيه عقبى | سوء حالي لخفتُ عقبى ذنوبي |
ظاهر دون باطنٍ مستجار | ليت حالي يكون بالمقلوب |
منعتني الدنيا جنى ً فتزهد | تُ ولكن تزهد المغلوب |
ووهت قوتي فأعرضت كرهاً | عن لقاءِ المكروه والمحبوب |
ما أرى الدهرُ غيرنا زهدَ الأف | ضل والحال ممكن المطلوب |
ملك في حمى الشبيبة والم | لك له من دنياهُ زادُ الغريب |
دبر الملك بالتقى فكساه الل | ه فيه ثوبَ المرجَّى المهيب |
بين سجادة وبين كتاب | وسواه ما بين كأس وكوب |
ينشر العدل أو يبث العطايا | فهو زاكي الترغيب والترهيب |
وله فوق أدهم الليل تسري | دعوات خفيفة المركوب |
جل من صبر التقى فيه خلقاً | قبل خلق التدريج والتدريب |
والمعالي في آل أيوب إرث | كالنبوات في بني يعقوب |
حبذا من ملوكهم كل نسل | بين محرابه وبين الحروب |
وسقى الله أصلهم فلقد أثم | ر من نسله بكل نجيب |
كم قصدنا محمداً فحمدنا | شادويّ الفخار والتهذيب |
كم مدحنا منه نسيباً فجئنا | بمديح مكمل ونسيب |
كم له في حماه نفحة غيث | شملت في البلاد كل جديب |
كم له عزمة الى أرض مصر | بشرت عامَ وفدها بخصيب |
كم أشاع الاعداء أمراً فردَّ الل | هُ ما شنعوا بلطفٍ عجيب |
يا مليكاً له صنائع برّ | وتقى ً يدفعانِ صدرَ الخطوب |
إبق ماشئت كيف شئت ودوموا | في حمى الله يا بني أيوب |
إن قلبي لكم لكا لكبد الح | رّي وقلبي لغيركم كالقلوب |
ها كها أستقي من البحر منها | وابن قادوس يستقي من قليب |
كل شعب أنتم به آل شادٍ | فهو شعبي وشعب كل أديب |