يخيل لي برق من الثغر لامع
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
يخيل لي برق من الثغر لامع | فيسبقه غيثٌ من الجفن هامع |
ويرفع طرفي للصبابة قصة ً | فتجري على عاداتهن المدامع |
بروحيَ من قال الرقيب لحسته | على كل حين من وصالك مانع |
ومن كل يومٍ في هواها متيم | يموت ولوامٌ عليه تنازع |
تدافعني فيها الوشاة عن الأسى | ومالشهودِ الدمع والسقم دافع |
وذي عذلٍ في الحب لا هو ناظرٌ | إلى حسن من أهوى ولا أنا سامع |
مضى في الهوى قيس وقد جئت بعده | فها أنا للمجنون في الحبّ تابع |
تذكرني الورقاء بالرمل معهداً | فهل نجم أوقاتي على الرمل طالع |
وتشدو على عيدانها فتثير لي | كمائن وجدٍ ضمنتها الأضالع |
وذكرى شهابٍ كان لي من ورائه | إلى مالكٍ لي في الصبابة شافع |
وأوقات أنس بين شادٍ وشادنٍ | كما اقترح اللذات راءٍ وسامع |
وكأس لغيري أصفر من نضارها | ولي من لمى المحبوب للهمّ فاقع |
تعوضت عنها بارتشاف مديرها | كما حرمت منها عليّ المراضع |
وقضيتها أوقات لهوٍ كأنما | عفا الدهر عنها فهو يقظان هاجع |
زمان الهوى والفودُ أسود حالكٌ | وعصر الصبى والعيش أبيض ناصع |
إذا ابيض مسودِ العذار فانما | هو الصبح للذّات بالليل قاطع |
لعمري لقد عاد النعيم لفاقدٍ | وقد طلعت للشام نعم المطالع |
وزارة شمسيّ الثنا يعتلى به | محلّ ويدنو نوره والمنافع |
هنيئاً لأفق الشام يا شمسَ مصره | بأنك بالتدبير للشام طالع |
وأنك لا كالشمس ظلك سابغٌ | ولكن لأهل الزيغ وقدك قامع |
وأنّ نماء الخلق والرزق لم يزل | الى الشمس عن إذن من الله راجع |
وأنك يا موسى لذو القلم الذي | تهشَ به أهل الحيا وتدافع |
عصاً لبلاد الشام فيها مآرب | ومن يدك البيضاء فيها صنائع |
فراعنة الكتاب عن ظلمنا ارجعوا | فقد جاء موسى والعصا والقوارع |
وذو الهيبة اللاتي بها يزع الورى | و ما ثمّ إلا خوفك الله وازع |
اذا المرء خاف الله خافت من اسمه | أسود الفلا والعاديات الرواتع |
لنعم الوزير الباسط اليد أنعماً | وأدعية للملك جذلان وادع |
أخو الزهد والتدبير اما تهجدٌ | واما يراع ساجدُ الرأس راكع |
ولو لم يجدنا غيث جدواه جادنا | بفضل دعاه شائع الغيث ذائع |
تقصر أفكار العدى عن خداعه | ويخدعه في الجود من لا يخادع |
أنا ابن كثيرٍ في رواية جوده | ومن كلّ بأسٍ عاصم ثم نافع |
يقوم مقام النيل في مصر فضله | اذا جرّت الاقلام تلك الاصابع |
ويغني عن الأنواء في الشام عدله | وعدل الفتى للخصب نعم المزارع |
أتانا وقد ضنَّ السحاب بقطره | فجاد وأجدى نيله المتدافع |
ولما وجدنا للثراء زيادة ً | علمنا بأن الشام للخير جامع |
كذا فليدبر دولة ً ورعية ً | وزيرٌ لجمع المال والجود بارع |
ألم ترني من بعد ذلٍ وفاقة ٍ | بظلّ نداه والعناية راتع |
ألم ترني في طوق نعماه ساجعاً | ولا عجبٌ إنّ المطوق ساجع |
وسابق ظني لا الوسائل قدمت | ولا قربتني من حماه الشفائع |
وعجّل معلومي وما كنت واصلاً | الى ربعه والشهر للشهر رابع |
وأصلح مني ظاهراً ثم باطناً | فلا أنا عريانٌ ولا أنا جائع |
إليك ابن تاج الدين در مدائح | بداية مهديها اليك بدائع |
واني وان باكرت بالمدح منشدا | لداع باستار الاجنة ضارع |
نباتي لفظ قد حلا وتكررت | اليك به للانام المطمع |
وقد كان من حيث الاضاعة ضائعاً | فها هو من حيث التضرع ضائع |
تقول رياض المزهرات لزهره | بلينا وما تبلى النجوم الطوالع |
لك الله في كل الامور مؤيد | يمدك بالدهر الذي هو طائع |
ولا ترفع الأيام ما أنت خافض | ولا تخفض الايام ما أنت رافع |