أجبت منادي الحب من قبل ما دعا
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أجبت منادي الحب من قبل ما دعا | فإن شئتما لوما وإن شئتما دعا |
لي الله قلباً صير الوجد شرعة ً | وجفناً قريحاً صير الدمعَ مشرعا |
كنانة لحظٍ خلفتني من الهنا | قصياً وفكري للهموم مجمعا |
وسالف عهدٍ بالعقيق ذكرته | فعاد بدرّ المدمعين مرصعا |
يخوفني بالسقم لاحٍ وليت من | عنانيَ أبقى فيّ للسقم موضعا |
بليت فلو رامتني العين ما رأت | ولو أن فكري عارض السمع ما وعى |
وربّ زمانٍ كان لي فيه مالكٌ | حبيبٌ سعى منه الفراق بما سعى |
فلما تفرقنا كأني ومالكي | لطول اجتماع لم نبت ليلة ً معا |
من الغيد لو كان الملاح قصيدة | لكان سنا خديه للشمس مطلعا |
أدار على ّ الدمع كأساً وطالما | أدار عليّ البابليّ المشعشعا |
كأن التلاقي كان وفراً تسرعت | أيادي ابن شادٍ فيه حتى تضعضعا |
إذا لم يكن للغيث في العام نجعة ً | فحسبك بالملك المؤيد منجعا |
مليك أعاد الشعر سوقاً بدهره | فجئت إلى أبوابه متبضعا |
ووالله لولا باعثٌ من مديحه | لأصبح بيتُ الشعر عندي بلقعا |
أتعذلُ أقلامُ المدائح إن غدت | له سجداً لا للأنام وركعا |
فدت طلعة البدر المنير أبا الفدا | وإن كان أعلى من فداها وأرفعا |
ألم ترَ أنا قد سلونا بأرضه | مراداً لنا في أرض مصرَ ومرتعا |
إذا ابن تقيّ الدين جاد نباته | علينا فلا مدت يدُ النيل أصبعا |
أما والذي أنشى الغمام وكفه | فجاد وقد ملّ السحاب فأقلعا |
لقد سُمعت للأولين فضائلٌ | ولكنّ هذا الفضل ما جازَ مسمعا |
سحاب كما ترجى السحائب حفلاً | وبأسٌ كما تنضي الصواعق لمعا |
وعلم ملأنا صحفه من فنونه | فكانت على الأيام برداً موشعا |
وذكرٌ له في كل قلبٍ محبة ٌ | على ابن عليّ يعذر المتشيعا |
له الله ما أزكاه في الملك نبعة | وأعذب في سقيا المكارم منبعا |
هو الملك أغنى ماء وجهي وصانه | فإن تقصر الامداح لم يقصر الدّعا |
غدت كلّ عامٍ لي اليه وفادة ٌ | فيا حبذا من أجل لقياه كل عام |
تطوقت تطويق الحمام بجوده | فلا عجبٌ لي أن أحومَ وأسجعا |
قضى الله إلا أن يقوم لقاصدٍ | بفرض فان لم يلقَ فرضاً تطوعا |
حلفت لقد ضاع الثنا عند غيره | ضياعاً وأما عنده فتضوعا |