بكى لك العاليان القدر والهمم
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
بكى لك العاليان القدر والهمم | و الماضيان سنانُ الرأي والقلمُ |
و الوقت أغيد في أعطافه ميد | و العز أصيد في عرنينه شمم |
و العقل يثني عليه الركب وا أسفاً | للعقل يثني عليه الأنيق الرسم |
و الفضل ما بين موروثٍ ومكتسب | فحبذا هو نعتٌ لازم وسم |
يا غائباً أظلمت دار لغيبته | وهكذا البدر تدجو بعده الظلم |
يا من يعزّ علينا أن نفارقهم | وجداننا كل شيءٍ بعدكم عدم |
رحلتَ عن عادمي صبرٍ وما قدروا | أن لا تفارقهم فالراحلون همُ |
من للرئاسة فيها الجد أجمعه | وللسياسة فيها الصفح والنقم |
من للوقار أمام الحجب يحجبه | وللفخارأمام الشهب يبتسم |
من للسطور على صحف معذرة | تكاد بالقلب قبل الثغر تلتثم |
من للحمى كف سار كف قاصده | سراً وجهراً فلا عُرب ولا عجمُ |
مضى وغير عجيب أن يقال مضى | فانما هو عضبُ الملة الخذم |
نح يا حمام مع الباكي على غصن | رطبٍ وقف بجمى لم يعفه القدم |
أذكرتنا فقد يحيى يا محمده | وللجراح على آثارها ألم |
ماذا تركت لأرض الشام من أسف | إذا تذكرت الأنساب والشيم |
ماذا تركت بمصر من حقيق جوى | ياذا الشبيبة حتى آذها الهرمُ |
لهفي على واحدٍ في العزم منفرد | كانت تقرّ لمسعى سعده الأمم |
لهفي على قلم يهتز ثابته | في مهرق خافق الأعلام قد علموا |
عطلت هذا وهذا إذ رحلت وقد | خاب الرجاء فلا بانٌ ولا علم |
لهفي على أسطر سار البريد بها | تحت الظلام وفيها الكلم والكلم |
و الخيل والليل والبيداء شاهدة | والضرب والطعن والقرطاس والقلم |
لهفي على بيت فضل كان من زنة | في الشمل وهو كبيت الشعر منتظم |
رماه بالنقص والاحزان حرف ردى | مغير فهو منقوص ومنثلم |
لهفي على البدر منكم يا بني عمر | لا تستطيع نداه الأنجمُ الخدم |
هوت معاليه حيث العمر مقتبلٌ | والسعد جار وأكناف العلى حرم |
و الوجه ريان من ماءي حياً وضياً | حتى يكاد على الأعطاف ينسجم |
مازال للسر قبر في جوانحه | حتى أتى القبر والأسرار تزدحم |
بمثله يفخر الملك العقيم على | ماضٍ وأن النسا عن مثله عقم |
عمري لقد صرخ الناعون في رجبٍ | فأسمعَ النوح شجواً من به صمم |
و بالغ الحزن فينا ثم صبرنا | أن الطريق الى أحبابنا أممُ |
مضى الأنام على هذا وساق بهم | حادي الردى وسنمضي نحن أثرهمُ |
و المرء في الأصل فخار ولا عجب | ان راح وهو بكف الدهر منحطم |
و للمنية فخّ من هلال دجى | شهب البزاة سواء فيه والرخم |
قل للذي هزمت شحاً كتائبه | هل فاته من جيوش الموت منهزم |
سقى ضريحك رضوانٌ ولا برحت | تنهلّ نافعة في تربك الديّم |
حتى تنوّر أرض أنت ساكنها | نوراً ونوراً ويزهى القاع والأكم |
ودام للناس باقي البيت ينشده | اذا سلمتَ فكل الناس قد سلموا |