تعشقته ظبي الكناس اذا عطا
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
تعشقته ظبي الكناس اذا عطا | وعلقته ليث العرين اذا سطا |
وأسكنته عيني فزاد ملاحة ً | وقد راح فيها بالدموع مقرطا |
نصبت له من قبل اشراك هدبها | فبات بها طول الدجى متورطا |
وخلفتها بالدمع شكراً لأنه | اليها من الجنات فرّ وأهبطا |
وكم من عذول رامَ مني سلوة ً | وأمسى كقلبي بالهموم مخلطا |
فما زادني في الحب إلا تسرعا | وما زادني في الصبر إلا تثبطا |
أأترك ذاك الريق كالشهد مخبراً | وأطلب صبرا ما أشرّ وأحبطا |
على ّ يمينٌ لا سلوت مهفهفاً | ولا بت في رمان صدرٍ مفرّطا |
ولا حلت عنه فاتر اللحظ أغيداً | يخرّ له الغصن الرطيب اذا خطا |
تصيدني من شعره بحبائلٍ | غدوت بها عما سواهُ مربطا |
ولم أرَ مثل البند ما بين خصره | وأردافه من جورها قد توسطا |
يطول اذا لم ألقه عمرٌ الدجى | الى أن أراه بالكواكب أشمطا |
ليالٍ تولت ما أرق معاطفاً | وعيشاًُ تقضى ما ألذ وأغبطا |
رمى ثغره كاللؤلؤ الرطب ساطعاً | على جيده زاهي النظام مسمّطا |
فيا حامي الاسلامَ من كلماته | بأجهد من حرب الاسود وأربطا |
أحاط به جيش السطور وانما | أدار به الامر الذي كان أحوطا |
وساد البرايا كلما نال مصعداً | بأفق المعالي نال شافيه مهبطا |
وما أن رأينا مثل أنهار طرسه | لدر معانيه مغاصاً وملقطا |
تألق فيها كالكواكب لفظها | فلم تشك عين في دجى النفس مخبطا |
و لا عيب فيه إن تأملت خلقه | سوى أنه يطغي الخليقة بالعطا |
على مثله فليعقد المرء خنصراً | لأنا رأيناه لدى الجود مفرطا |
نوال تلظى الغيث بالبرق حرقة | لتقصيره عنه وبالرعد عيّطا |
وبشرٌلدى العافين أحلى من المنى | ورأيٌ الى العلياء أهدى من القطا |
من القوم فاتوا الناس سبقاً الى العلى | ألم ترهم أندى أكفاً وأبسطا |
كأنّ لهم فيها طريقاً مفسراً | وعندهم فيها طريقاً مخبطا |
اذا ابتدروا غايات لفظٍ رأيتهم | من الروض أنشى أو من الريح أنشطا |
مطاعين في الهيجا مطاعين في الورى | قريبين من رشدٍ بعيدين من خطا |
كأنهمُ في السلم زهرٌ وفي الوغى | قتادة تأبى أن تلين فتحبطا |
أبى الله إلا أن يذل حسودهم | ويرضون في كل الأمور ويسخطا |
اليك شهابَ الدين جدت ركائبٌ | كأن لها في ترب أرضك مسقطا |
فداك بخيلٌ لا يسود وانما | قصاراه أن يخشى افتقاراً ويقنطا |
تهتك لمّا ضنّ بالمال عرضه | ألا إنّ جودَ المرء للعرض كالغطا |
وما أنت إلا البحرُ في كل حالة ٍ | نوالاً وعلماً ما أبرّ وأقسطا |
تجاوزت في الإنعام كعباً وحاتماً | وطاولت في الإرغام عمراً وأحبطا |
وفقتهمُ إن كنت حقاً مصححاً | وكانوا حديثاً في الأنام مغلطا |
وطال كما تختارُ قدرك في الورى | لأبعدَ من شأوِ النجوم وأشحطا |
كأنّ ثريا الأفق كفّ تطاولت | لتلقي له فرش الغمام وتبسطا |
اذا حاق خطبٌ أو تطلع حادثٌ | سلكت من الأقلام عضباً مسلطاً |
يراع يربى في سيول دوافق | واغيال أسدٍ لاتفر تحمطا |
فمن أجل هذا سرّ عافيه في الندى | ومن أجل هذا سآء شانيه بالسطا |
لك الله من حرٍّ يرى ليَ برهُ | وقد مدّ لي دهري الهموم ومططا |
وشيد لي بالذكر قدراً ورفعة ً | بعيد عليها أن تحول وتكشطا |
فخذ مدحاً تنشي لك الروض يانعاً | اذا شئت أو تبدي لك الوصف أرقطا |
اذا أشرقت في محفلٍ ظنّ أهله | سنا المشتري من ضوئها متقمطا |
وان كنت فيها قد تفردت بالثنا | فإنك أيضاً قد تفردت في العطا |