تهنّ بها بيضاءَ من خلع الرضى
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
تهنّ بها بيضاءَ من خلع الرضى | تخبر أنّ العيش يلقاك أبيضا |
ويا حبذا خضراء لما لمستها | بكفّ رأينا الغيث في الحال روضا |
وما الغيث إلا الطيلسان الذي حوى | بك الغيث هامي الجود والبدر قد أضا |
أخا الشمس قد أذكرتني الشمس صاحبا | فأهلاً بمن وافى وسقياً لمن مضى |
لعمري لقد أبقى أخوك براحتي | نوالاً تقضيت السنين وما انقضى |
فلا زلت سعد الدين للشمس مسعفاً | توفق وفقاً للسيادة مرتضى |
فما منكما إلا رئيس وماجدٌ | فلا فرق بين الفرقدين ولا انقضا |
نادى الهنا قلباً قد كن في حذرٍ | انّ الشفاء على كلّ الأنام رضي |
حاشا الوزير من الشكوى ولا برحت | قلوب أعدائه تشكو من المضض |
حاشا الزمان الوزيري الذي جمعت | ذكراه اسماً وفعلاً غير منتقض |
ياسيداً سنّ حدّ العزم مفترضاً | شرع الثنا نعم مسنون ومفترض |
وللمدائح يا من شف جوهره | في المكرمات فما تشكو من العرض |
لاردّ سهمك عن نحر العداة ولا | نالوا من السهم ماراموا من الغرض |
صحت بصحتك الدنيا فليس بها | غير الذي في جفون الغيد من مرض |
يا مليكاً به عن الدهر يرضى | وبآرائه الخطوب تراض |
بالهنا والسعود مقدمك الزا | ئد عما تمنت الأغراض |
سبقتك الاخبار تنفح روضاً | ثمّ وافى غمامك الفياض |
ما رأينا من قبلها غيثَ عامٍ | سبقته إلى القدوم الرياض |
أوما لجفنك أو لفعلك ماضي | في سفكه لدمي وفي الأعراض |
لك يا أميرَ الحسن حكمٌ فاقض بي | ما أنت في أهل المحبة قاض |
وسهام لحظك لا تردّ عن الحشا | ووحقّ حسنك إنها أغراضي |
وتلذّ أمراضي عليك وليتني | أدري أحسنك ساخطٌ أم راضي |
اذا الله محسناً عن مقصر | فكافى ابن يعقوب الامام وعوضا |
وأصبح هذا الصاحب السرّ أنعما | وروى ثنا ذاك الوزير وروّضا |
لعمري قد ساد الإمام محمدٌ | فأخجل من وافى وأخمد من مضى |
رضيت عن الأيام منذ خدمته | فكلّ ثيابٍ لي به خلع الرّضا |
يا سيداً حاز المعا | لي طولها وعرضها |
لي جبة ٌ رفوت من | ها البعض إذ لم أرضها |
فأعجب لها عتيقة | دبرت منها بعضها |
وزيرَ الشآم فدتك النفوس | فلست عن الفضل بالمعرض |
أتيتك في وقت غيظٍ فما | خرجت عن المكرم الرّيض |
ومن كان في غيظه محسناً | فكيف يكون إذا مارضي |
أقلامك الحمر في أوراقك البيض | مشهرات بتذهيب وتفضيض |
مسنونة الحدّ كم عدت مكارمها | فرضاً فقامت بمسنونٍ ومفروض |
كالبرق في يد غيث من عجائبها | في لحظة العين إسراعٌ بترويض |
قل للذي بدّلت من إقباله | وقبوله بالصدّ والاعراض |
واليت أمراضي عليّ وليتني | أدري أحسنك ساخطٌ أم راضي |
وملولة الأخلاق لما أن رأت | أثر السقام بجسمي المنهاض |
قالت تغيرنا فقلت لها نعم | أنا بالصدود وأنت بالاعراض |
قالت الناس فلانٌ قد غدا | بعد مسّ الفقر ذا مالٍ عريض |
لا وعليائك ما عندي ما | يدخل الوزن سوى نظم القريض |
أهلاً بوجه الأمير مقتبلاً | لبشره بالسعود إيماض |
قالت لظامي الرجاء أنعمه | أبشر فغيث النوال فياض |
وغادة في جفونها مرضٌ | في قربه لي الشفا من المرض |
خوفني الناس سهم مقلتها | وما دروا أن سهمها غرضي |
أزف الرحيل عن الشآم وأهله | غيظاً من الحال الذي لا يرتضى |
قالوا الزمام فقلت تبقى ناقتي | فزمامها بيدي وما ضاق الفضا |
في كل يوم خلعة ملئت بها | دنيا الأحبة خضرة وبياضا |
ما أنت الا الغيث علماً أو ندى | في كل وقت يستجدّ رياضا |
يا صاحباً نرجو به النفع في | دنيا وفي آخرة ٍ أيضا |
في السر والجهر بأحوالنا | كم لك يا موسى يدٌ بيضا |
قيل لي كنت واصلاً لكريمٍ | فاض حتي بأبيض الدرج فيضا |
أتراه من بعد ودٍّ ورفدٍ | قطع الوصل قلت والدّرج أيضا |