أهلاً بطيف على الجرعاء مختلس
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أهلاً بطيف على الجرعاء مختلس | والفجر في سحر كالثغر في لعس |
والنجم في الأفق الغربي منحدر | كشعلة سقطت من كف مقتبس |
يا حبذا زمن الجرعاء من زمن | كل الليالي فيه ليلة العرس |
وحبذا العيش مع هيفاء لو برزت | للبدر لم يزهُ أو للغصن لم يمس |
خود لها مثل ما في الظبي من ملح | وليسَ للظبي ما فيها من الأنس |
محروسة بشعاع البيض ملتمعاً | ونور ذاك المحيا آية الحرس |
يسعى ورا لحظها قلبي ومن عجب | سعيُ الطريدة في آثار مفترس |
ليت العذول على مرآي محاسنها | لو كان ثنى عمى عينيه بالخرس |
اني وان علقت بالقلب صبوته | لمحوج العيس طيّ الضوء والغلس |
سفينة ليس تجري بي لذي بخل | انّ السفينة لا تجري على اليبس |
تؤم باب ابن أيوب اذا اعتكرت | سودُ الخطوب كما يؤتم بالقبس |
المانح الرّفد أفناناً مهدلة | فما يردّ جناها كف ملتمس |
والرافع البخل في الدنيا وساكنها | بجود كفيه رفع الماء للنجس |
محا المؤيد بؤس المقترين فما | تكاد تظفر جدواه بمبتئس |
واستأنس الناس جدوى كفه فرووا | عن مالك خبر العليا وعن أنس |
ملك يقاس مجاريه بسؤدده | إذا تقايس عير الدار بالفرس |
وينتهي لضحى بشر مؤمله | إذا انتهى من بني الدنيا الى عبس |
مظفر الجدّ مشاء على جدد | من حلمه اللدن أو من حربه الشرس |
يخفي اللهى ودنانير الصلات بها | تكاد تضرب للاسماع بالجرس |
و ينشر العلم لا قول بمختلف | إذا رواه ولا معنى بملتبس |
و يشبع الامر آراء مسددة | تمضي وتدفع صدر الحادث الشكس |
تكون كالعضب أحياناً وآوتة | تكون من وقعات العضب كالترس |
لو باشر الافق يوماً يمن طلعته | لما سمعت بنجم ثم منتحس |
ولو تولت حزون الارض راحته | لم يبق في الارض صلد غير منبجس |
من مبلغ قومي الزاكي نجارهم | أني اعتزيت إلى جم العلى ندس |
مجددا لي في أمداحه نسباً | أبرّ من نسب في الترب مندرس |
ما زلت أخبر ممدوحاً وأهجره | حتى اعتلقت بحبل محصد المرس |
وطاهر الخيم لا تثنى خلائقه | على الملال ولا تطوى على الدنس |
ما شمت بارق جدواه فأخلفني | و لا عهدت إلى معروفه فنسي |
تلك العلى لابن حمدان على حلب | و لابن عمار شاوٌ في طرابلس |
ما ضرني ان تولوا وهو مرتقب | و خاس عهد الغوادي وهو لم يخس |
يا ابن الملوك الأولى خذها عروس ثناً | مصرية المنتمى غريبة النفس |
الله أكبر صاغ الحق مادحكم | كأنه ناطق عن حضرة القدس |