قدمت قدوم الغيث والحيّ مجذب
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
قدمت قدوم الغيث والحيّ مجذب | وعدت كعود البدر والأفق غيهب |
وسرت بك الأوطان فالغصن شامخ | دلالاعلى الأنهاروالروض معجب |
وطابت بك الأرض التي أنت حلها | وكل مكان ينبت العز طيب |
حلفت بأيامِ المشاعر من منى ً | وما ضمَّ فيهنّ الصفا والمحصب |
لقد طاف بالأركان ركنُ سماحة | يقام به شرعُ السماح وينصب |
فلله عينٌ من ثراك تكحلت | بمجتمع الميلين والرفد يدأب |
ولما قضيتَ النسك عاودت طيبة | وسعيك مبرورٌ وقصدك منجبُ |
فأقسم ما سرّ الحطيم ومكة ٌ | بأكثر ما سرّ البقيع ويثرب |
تيممتَ منها روضة ً نبوية ً | جنيتَ بها زهر الرضا وهو مخصب |
وطابت نواحي العرب من بيت حمزة | وبات الندى من كف حمزة يسكب |
وعجبت لأوطان الشآم فأشرقت | كأنك ما بين المنازل كوكب |
اذا زرتَ أرضاً زال محلُ ديارها | وأخرج منها خائفاًُ يترقب |
فرؤياك رؤيا للسماح صحيحة | وبابك بابٌ للنجاحِ مجرَّب |
لئن حذرَ العافون في الدهر مهلكا | لقد طاب من نعماك للقومِ مطلب |
فكل بنانٍ من نداك مفضضُ | وكلّ زمانٍ من صفاك مذهّب |
وكل غمام غير جودك مقلع | وكلّ وميض غير برقكَ خلّب |
وقد يتجافى الغيثُ عن متطلب | وغيثك قيد الكفّ أو هوَ أقرب |
وما سميَ الغيثُ الهتونُ سحابة | سوى أنهُ من خجلة ٍ يتسحبُ |
نهضت بما لاتحسن السحب حملهُ | وسدت على ما أسسَ الجدّ والأب |
وسدت الى أن سرّ اسعدُ في الثرى | بسؤددكَ الوضاح بل سر يعرب |
لك الله ما أزكى وأشرف همة ًُ | وأوفق ما تأتي وما تتجنب |
صرفت اليك القصد عن كل باذل | وقلت امرؤ بالفضل أدرى وأدرب |
فرقيتَ نظمي فوق ما كانَ ينبغي | وبلغتَ ظني فوقَ ما كان يحسب |
وصححت أخبارَ الندى فرويتها | عواليَ تروي كلّ وقتٍ وتكتب |
فان علقت كفي بنعماك عروة | فقد هان من عيشي بيمنك مصعب |
بقيت لهذا الدهر تحمل صنعه | و تغفرُ من زلاته حينَ يذنب |
فلولاك ما فازت مدائح شاعر | و لا أصبحت أوزانها تتسبب |