نفرتُ عن الظبي الذي كان ينفر
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
نفرتُ عن الظبي الذي كان ينفر | وحلت عن العشق الذي كان يؤثر |
دعوني فما عين الغزال كحيلة | بعيني ولا وجه الغزالة نير |
وخلوا أحاديث الجفون فواتراً | فقد حل بي الخطب الذي ليس يفتر |
ونبهني الحال الذي بأقله | ينبه من سكر الغرام كثير |
مشيبٌ واقتار هو الشيب ثانياً | ألا هكذا يأتي الشقاء المكرر |
أبى الدهر أن يصغى لألفاظ معربٍ | له أملٌ بين المقادير مضمر |
فهل للأيادي الناصرية عطفة ٌ | يغاث بها داعي الرجاء وينصر |
رئيس له رأي كما وضحت ذكا | وجودٌ كما يهمي الغمام ويهمر |
و علمٌ اذا ماغاض في الفكر غوصة | رأيت لآلي لفظه كيف تنثر |
و بأس يذيب الصخر لكن وراءه | عواطفُ من أحلامه حين يقدر |
علا عن فخار البرمكي فخاره | وما قدر ما يبدي لدى البحر جعفر |
و قد سكنت في قلبه الطهر رحمة ٌ | يكادُ بمسرى نشرها الميتُ ينشر |
فمن مبلغٌ تلك العواطف قصة ً | تكاد لها صمّ الصفا تتفطر |
إلى مَ وأنت الغيث أرجع ظامئاً | وحتى مَ يا ظلّ العفاة أهجر |
و كم يشرح البطال سيرته التي | يكافحها من حادث الدهر عنتر |
و قالوا فلانٌ رم بالشعر عيشه | فيا ليت أني ميتٌ لست أشعر |
تصرم أقصى العمر أدعوك للمنى | وأرقب آفاق الرجاء وأنظر |
و أصبر والايام تقتلني أسى ً | فها أنا في الدنيا قتيلٌ مصبر |
أرى دون حظي مسلكاً متوعراً | اذا ماجرت فيه المنى تتعثر |
و يحمر دمعي حين تصفر وجنتي | فألبس ثوبَ الهمّ وهو مشهر |
ولاذنبَ لي عند الزمان كما ترى | سوى كلمٍ كالروض تبهى وتبهر |
سوابق من نظم الكلام ونثره | لها خبرٌ في الخافقين ومخبر |
و أنت الذي نطقتني ببديعها | وأحوجنني أنشي الكلام وأنشر |
فوائد وإن عادت علي مصائباً | فأنت بتدبير القضية أجدر |
و ما هي الا ّمدة ٌ وقد ارتوى | رجائي فأضحى وهو فينان أخضر |
و طرس اذا ما النقش عذّر وجهه | فان وجوه القصد لا تتعذر |
قصدتك للتنويه والجاه لا لما | تبيض من هذي اللهى وتصفر |
اذا جمع الانسان أطراف قصده | لنفحة ِ مالٍ فهو جمعٌ مكسر |