عاش وصلاً وغيره مات صدّا
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
عاش وصلاً وغيره مات صدّا | مستهامٌ لسلوة ِ ما تصدى |
بأبي زائرٌ وقد شرعَ الإص | باحُ يطوي من الدجنة بردا |
ونسيم الصبا على الأفق يذكي | سحراً من مجامر الزهر ندا |
يارعى الله سفحَ نعمانَ سفحاً | وقى الله عهد نعمان عهدا |
ومهاة تعدّ نعمان داراً | واللوى والعقيق صدغاً وخدّا |
مشتهاة اللقا كما تشتهى الدن | يا وان أتعب النفوس واكدى |
يتثنى الأراك زهراً فيبني | انّ في ثغرها مداماً وشهدا |
ومن الجوهر الصغير يتيماً | لم يدع للهوى لرائيه رشدا |
ما علمنا من قبله في تصاني | ف الهوى انّ لابن بسام عقدا |
كيراعِ الوزير جوداً وبأساً | حين تذكو في الحالتين وتندى |
الوزير الذي نهى الخطب عنا | فتعدى عنا ولم يتعدى |
يتقي جانب التقي وتخشى الإن | سُ والجن من سليمان حدا |
أوفر العالمين عزاً وعزماً | وهو أوفى العباد نسكاً وزهدا |
طالع يجتلي به الملكُ بدراً | ووقور يحبه الملك أحدا |
و مهيبٌ لو يلمح الدمَ لم يخ | رج من العرق حين يفصد فصدا |
و حليمٌ قد راقه الحلم حتى | كاد مخطي الذنوب يذنب عمدا |
و جواد لو رام فيض الغوادي | ان يحاكيه عدّ ذلك فردا |
و رئيس كما تريد المعالي | لا كمن آده المسيرُ فردا |
و بليغ تنضد المدح فيه | وهو أبهى منه وأنضر نهدا |
يرتجى سيبه ويخشى ذكاه | فيرجى نقداً ويحذرُ نقدا |
خطبته وزارة ٌ وجدته | في اكتساب العلى أجدَّ وأجدى |
و رأت صلصلاً بفضل علاه | شهدت في الورى صحابٌ وأعدا |
و لعمري لقد دعته وزيراً | منتهى معشرٍ لعلياهُ مبدا |
فكفى الجانبين مصراً وشاماً | وأفاض العينين عدلاً ورفدا |
و مشى في الورى على نهج حقٍّ | مستتبين الهدى وساد وأسدى |
و ارتدى فيهم رداءً من الع | ز وأما حسوده فتردى |
أيها الحاسد المعذب فيه | جئت شيئاً من الشقاوة إدا |
كيف ناويت سيداً كلما زا | دَ عداة ً يزيده الله مجدا |
إن يكن في العفاة أبسط كفا | فهو في المكرمات أبسط زندا |
خاف خلاقه فخيف إلى أن | ضمّ من عدله ظباءً وأسدا |
و أباد الطغاة بأساً ورعباً | وأعاد الجميل فينا وأبدى |
واحداً في مراتب الفضل تلقى | حول أبوابه من الخلق جندا |
يرحم الجمع دون مغناه جمعا | مستميراً ويتبع الرفد رفدا |
ماثنى الجاهَ عن ذليل ولا أع | طى لذي حاجة ٍ عطاء وأكدى |
مسعد الرأي ذابحٌ للأعادي | فهو مهما خبرتهُ كان سعدا |
ليس فيه عيبٌ سوى أنّ | أياديه تجعل الحرّ عبدا |
يمم الشامَ بعد اقتار وقت | لم تجد فيه للمناجح قصدا |
كم بعثنا إلى الدواوين طرساً | خائباً كاده الزمان فكدا |
طال ترداده إلى القوم حتى | لو بعثناه وحده لتهدى |
فغدا الآن ذلك العسرُ يسراً | بحقيقٍ وذلك المنعُ رفدا |
و سرى المال من شآمٍ ومصرٍ | كعموم السحابِ قرباً وبعدا |
عزماتُ تحفها بركاتٌ | مثلها منه للمالك تهدى |
و يراعٌ من حده ونداه | كاد بين السيوف أن يتحدى |
قلمٌ أخضرُ المرابع لا غر | وإذا كان عيش راجيه رغدا |
حملته أيدي الوزير فخلنا | بارقاً في سحابة ٍ قد تبدّى |
يا وزيراً يهدي الثناء سناه | ولهاه إلى المقاصد تهدى |
شكرتك الرواة ُ عني بعز | قاطعات السرى اكاماً ووهدا |
ذاكراتٌ جميلَ صنعك عندي | بقوافٍ بها الركائب تحدى |
سائرات في الأفق بين الجواري | والجواري في حسنها كالعبدا |
كلّ معنى ً كالنجم أوكل بيتٍ | هو أهدى في الأفق من أن يهدى |
هاكها تخلد الثنا بمعان | تترك الضدّ بالأشعة خلدا |
هكذا ينبتُ الصنيعُ نباتاً | وكذا تحصد المعادي حصدا |
عش بظل الحبا وأنت المرجى | وتبيدُ العدى وأنت المفدى |
ملئ البيت من يديك نوالاً | فملأنا أبيات مدحك حمدا |