لامُ العذارِ أطالت فيك تسهيدي
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
لامُ العذارِ أطالت فيك تسهيدي | كأنها لغرامي لامُ توكيد |
وخلفُ وعدك خلقٌ منك أعرفه | فليت كان التجافي منك موعودي |
يا من أفنّد في وجدي عليه وما | أبقى الاسى فيّ ما يصغى لتفنيد |
عاب العدى منك أصداغاً مجعدة | عيب المقصر عن نيلِ العناقيد |
وعقد بندٍ على خصر رجعت به | ذا ناظر بنجومِ الليلِ معقود |
كأنه تحت وجدان القبا عدمٌ | واحيرتي بين معدوم وموجود |
ردّ الجفاء سؤالي فيك أجمعهُ | فما لسائلِ دمعي غير مردود |
لقد خضعت إلى وجدي كما خضعت | الى المؤيد أعناقُ الصناديد |
داعي المقاصدِ في علم وفي كرم | الى لقاء مليّ الفضلِ مقصود |
تسري سفينُ الأماني نحو منزله | فتستوي من أياديه على الجودي |
ذاكَ الذي أسعدت أعمارنا يده | فما نفكر في حكمِ المواليد |
ملكٌ اذا تليت أوصاف سوددهِ | ألقى السراة اليها بالمقاليد |
ذو العلم قلدَ طلاب الهدى منناً | حتى وصفناه عن علم وتقليد |
و الجود راش ذوي الجدوى وطوقهم | فما يزالون في سجع وتغريد |
و الجيش قد ألفت باليسر رايته | تألفَ الطرف في مغراه بالسيد |
يبدو وقد سخر الله العباد له | فالطير والوحش في الآفاق والبيد |
حتى يقول مواليه وحاسده | هذا ابن أيوب أم هذا ابن داود |
لا تنكر المدحة الحسنى وقد قرنت | بشاهدٍ من معاليه ومشهود |
أغنى العفاة فلولا ناهيات تقى َ | أستنغفر الله سموه بمعبود |
و واصلَ الحرب حتى كل معركة | كأنها بيتُ معنى ً ذات ترديد |
يهوى الرماح قدوداً ذات منعطف | والمرهفات خدوداً ذات توريد |
اذا انتشى من دم الأوداج صارمه | رمى العدى بشديد السطو عربيد |
و إن أفاض حديثاً أو نوال يدٍ | وردت من حالتيه غير مورود |
جواهراً لا يحد الوصف غايتها | فاعجب لجوهر شيءٍ غير محدود |
و أنعماً دأبها اسداءُ بكر يدٍ | لكنهنّ أيادٍ ذاتُ توليد |
لو أن للبحر جدواه لفاض على | وجه الثرى بنفيس الدرّ منضود |
ولو أمرّ على صلد الصفا يدهُ | لأنبت العشبَ منها كل جلمود |
يا حبذا الملك الساري على شيم | تروى وتنقل عن آبائه الصيد |
أدنيت من نار فكري عودَ مبعثه | عند الثناء ففاحت نفحة العود |
نعم العمادُ لراجٍ مدّ رغبته | فمد نحو لقاها طرف معمود |
يممت في حال مرحوم منازله | ثم انثنيت وحالي حال محسود |
و رحت أنقل عن أيوب أنعمه | نحو الصلات فمن عطف وتوكيد |
ان شئت تنظر في زهر الربى مطراً | فانظر نوالَ يديهِ في أناشيدي |
و ان أردت عياناً أو محادثة | فاهرع الى سندي واسمع أسانيدي |
يا من تحليت من ألفاظه وندى | كفيه حلية فضل ذات تجديد |
ان كان لفظك مثل القرط في أذني | فإن جدواك مثلُ العقد في جيدي |