أستغفر الله لا مالي ولا ولدي
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أستغفر الله لا مالي ولا ولدي | آسي عليه إذا ضم الثرى جسدي |
عفتُ الاقامة َ في الدنيا لو انشرحت | حالي فكيفَ وماحظي سوى النكد |
وقد صدئتُ ولي تحتَ الترابِ جلاً | إنّ الترابَ لجلاءٌ لكلّ صدي |
لا عارَ في أدبي إن لم ينل رتباً | وإنما العارُ في دهري وفي بلدي |
هذا كلامي وذا حظي فيا عجباً | مني لثروة لفظٍ وافتقار يد |
انسان عينيَ أعشته مكابدة ٌ | وانما خلقَ الانسانُ في كبد |
وما عجبت لدهر ذبتُ منه أسى ً | لكن عجبتُ لضدٍ ذاب من حسد |
تدورُ هامتهُ غيظاً عليَّ ولا | والله ما دارَ في فكري ولا خلدي |
من لي بمرّ الردى كيما يجاورني | رباً كريماً ويكفيني جوار ردي |
حياة ُ كل امرىء ٍ سجنٌ بمهجتهِ | فاعجب لطالبِ طول السجن والكمد |
أما الهمومُ فبحرٌ خضتُ زاخرهُ | أما ترى فوقَ رأسي فائض الزبد |
وعشت بين بني الأيام منفرداً | وربّ منفعة ٍ في عيشِ منفرد |
لأتركنّ فريداً في التراب غداً | ولو تكثرَ ما بين الورى عددي |
ما نافعي سعة ٌ في العيش أو حرجٌ | إن لم تسعني رحمى الواحدِ الصمدِ |
يا جامعَ المالِ إن العمر منصرمٌ | فابخل بمالكَ مهما شئتَ أو فجدِ |
ويا عزيزاً بخيطُ العجبُ ناظرهُ | أذكر هوانك تحت الترب واتئد |
قالوا ترقى فلانُ اليومَ منزلة ً | فقلت ينزلهُ عنها لقاء غدِ |
كم واثقٍ بالليالي مدّ راحتهُ | الى المرامِ فناداه الحمامُ قدِ |
وباسطٍ يدهُ حكماً ومقدرة ً | ووارد الموت أدنى من فمٍ ليد |
كم غير الدهرُ من دارٍ وساكنها | لا عن عميد ثنى بطشاً ولا عمد |
زالَ الذي كان للعليا به سندٌ | وزالتِ الدار بالعلياء فالسند |
تباركَ الله كم تلقى مصائدها | هذي النجومُ على الدانين والبعد |
تجري النجوم بتقريب الحمام لنا | وهنّ من قربه منها على أمدِ |
لا بدّ أن يغمسَ المقدارُ مديته | في لبة الجدي منها أو حشى الأسد |
عجبت من آملٍ طولَ البقاءِ وقد | أخنى عليه الذي أخنى على لبد |
يجرّ خيط الدجى والفجر أنفسنا | للتربِ ما لا يجرّ الحبل من مسد |
هذي عجائب تثني النفس حائرة ً | وتقعد العقلَ من عيّ على ضمدِ |
مالي أسرّ بيوم نلت لذته | وقد ذوى معه جزءٌ من الجسد |
أصبحت لا أحتوي عيش الخمول ولاَ | الى المراتب أرمي طرفَ مجتهد |
جسمي الى جدثي مهوايَ من كثب | فكيف يعجبني مهوايَ من صعد |
لا تخدعن بشهدِ العيش ترشفه | فأي سمٍّ ثوى في ذلك الشهد |
و لا تراعِ أخا دنيا يسر بها | ولا تمار أخا غيٍ ولا لدد |
وان وجدت غشوم القوم في بلدٍ | حلاً فقل أنتَ في حلٍ من البلد |
لأنصحنك نصحاً إن مشيت به | فيالهُ من سبيلٍ للعلى جدد |
إغضاب نفسك فيما أنتَ فاعله | رضى مليكك فاغضبها ولا تزدِ |