أرشيف الشعر العربي

تحت المطر الموحل

تحت المطر الموحل

مدة قراءة القصيدة : دقيقة واحدة .

ها نحن أولاءِ نقرفصُ تحت سقيفتنا السعْفِ

قريبينَ من الموقدِ ؛

كان دخانُ الورقِ المبتلِّ يبللُ أعينَــنا بالدمعِ

ويَحجبُ عنّـا المرأى

حتى لكأنّ أصابعَـنا بُتِـرتْ …

نحن نحسُّ بها

لكنْ نعجزُ عن أن نطْــبِـقَـها أو نفتحَــها .

ما أغربَ ما تفعلُـهُ العينُ إذا عـشِـيَـتْ !

ما أغربَ ما تفعله أوراقُ التينْ ...

ها نحن أولاءِ نراقبُ عند البابِ ، الساحةَ

( أعني ساحةَ قريتنا )

نمسحُ عن أعيننا دمعاً وسخاماً

ونحاولُ أن نبصرَ ما يجري …

لكنّ المطرَ الموحلَ كان كثيفاً ؛

أكثفَ من لَـبِـنٍ منقوعٍ منذ ســنينَ ،

نقولُ : إذاً ، ما جدوى أن ننظرَ ؟

فـلْـنطْـبِـقْ أعيُـنَـنـا دهراً منتظِــرينْ

ها نحن أولاءِ ، أخيراً ، في الساحةِ ؛

لا ندري كيف تشجّــعْـنا أن نتحرّكَ …

لكنّ المطرَ الموحلَ كان كثيفاً وغزيراً

غُصْـنـا حتى الرُّكَـبِ المقرورةِ بالوحلِ

وما زالَ المطر‘ الموحلُ يهطلُ …

قلنا : العودةُ أســلمُ ،

فـلْـنتحصّـنْ ، ثانيةً ، بسقيفتنا

ولْـنجلسْ حول الموقدِ

نُـطـعمُـهُ ، أكثرَ ، أكثرَ ، أوراقَ التينْ .

اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (سعدي يوسف) .

منتظراً الثلج الأول

إحساس مضطرب

القهوة تبرد في الشرفة

لوكان الصبح جميلا

المترحلّون


ساهم - قرآن ٢