تحت المطر الموحل
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
ها نحن أولاءِ نقرفصُ تحت سقيفتنا السعْفِ | قريبينَ من الموقدِ ؛ | كان دخانُ الورقِ المبتلِّ يبللُ أعينَــنا بالدمعِ | ويَحجبُ عنّـا المرأى | حتى لكأنّ أصابعَـنا بُتِـرتْ … | نحن نحسُّ بها | لكنْ نعجزُ عن أن نطْــبِـقَـها أو نفتحَــها . | ما أغربَ ما تفعلُـهُ العينُ إذا عـشِـيَـتْ ! | ما أغربَ ما تفعله أوراقُ التينْ ... | ها نحن أولاءِ نراقبُ عند البابِ ، الساحةَ | ( أعني ساحةَ قريتنا ) | نمسحُ عن أعيننا دمعاً وسخاماً | ونحاولُ أن نبصرَ ما يجري … | لكنّ المطرَ الموحلَ كان كثيفاً ؛ | أكثفَ من لَـبِـنٍ منقوعٍ منذ ســنينَ ، | نقولُ : إذاً ، ما جدوى أن ننظرَ ؟ | فـلْـنطْـبِـقْ أعيُـنَـنـا دهراً منتظِــرينْ | ها نحن أولاءِ ، أخيراً ، في الساحةِ ؛ | لا ندري كيف تشجّــعْـنا أن نتحرّكَ … | لكنّ المطرَ الموحلَ كان كثيفاً وغزيراً | غُصْـنـا حتى الرُّكَـبِ المقرورةِ بالوحلِ | وما زالَ المطر‘ الموحلُ يهطلُ … | قلنا : العودةُ أســلمُ ، | فـلْـنتحصّـنْ ، ثانيةً ، بسقيفتنا | ولْـنجلسْ حول الموقدِ | نُـطـعمُـهُ ، أكثرَ ، أكثرَ ، أوراقَ التينْ . | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (سعدي يوسف) .