إحساس مضطرب
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
أمسِ ، | قلتُ : انتهتْ سنواتُ العذابْ | أنا ظَهري إلى حائطٍ | والقبورُ أمامي بغَربيِّ لندنَ | والفجرُ ، دوماً ، ضَبابْ . | ............ | ............ | ............ | أمسِ ، قلتُ... | ولكنّ تلكَ الصنوبرةَ المستقيمةَ في البُعدِ ، لم تَتَّركْ لي ، | ولو لحظةً ، شاطئاً للتأمُّلِ. تلكَ الصنوبرةُ استقدمتْ ،منذُ | يومينِ كِيزانَها وثعالبَها والسّناجيبَ والطيرَ، | واستقدمتْ غيمةً تستقرُّ على جبهتي ، ثم نَسراً بأجنحةٍ | من هُلامِ ، ومَدّتْ على مَدخلِ البيتِ أغصانَها | وهي مضفورةٌ كالشِّباكِ الخرابْ. | انتظرتُ... | الصباحُ انقضى. واستراحتْ على الشُّرُفاتِ الظهيرةُ. | قَلَّتْ على الشارعِ الحافلاتُ.ولم يبقَ إلا المساءُ . | اقتنعتُ بأني سجينٌ ، وأنيَ لا أكرهُ السجنَ | ( فالمرءُ يألَفُ ) قالَ لنا المتنبِّيءُ. في بغتةٍ ألمحُ الشيبَ | يَنبتُ في راحتَيَّ. الكلامُ العجيبُ ، إذاً، قد تَحقّقَ. | ها أنذا ألمحُ الشيبَ، فعلاً، على راحَتَيَّ،بلونِ الترابْ. | انتظرتُ... | الصنوبرةُ استجمعتْ ، كالرياضيِّ، أنفاسَها. والصنوبرةُ | اندفعتْ بثعالبِها والسناجيبِ والغيمِ والطيرِ والنَّسرِ .... | وال...وال... | وراحتْ تدقُّ على البابِ مجنونةً ، تتقاذَفُ كيزانُها؛ | والفروعُ على جبهتي إبَرٌ واضطرابْ. | أنا ظَهري إلى حائطٍ... | والقبورُ أمامي بغربيِّ لندنَ | والفجرُ ، دوماً ، ضبابْ . | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (سعدي يوسف) .