نجوم تراعيها جفون سوافح
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
نجوم تراعيها جفون سوافح | و لا طيفكم دانٍ ولا الليل نازح |
أباخلة ً عني بطيف خيالها | عسى ولعلّ الدهرَ فيك يسامح |
و تاركة قلبي كليماً وناظري | ذبيحاً ولا في العيش بعدك صالح |
لمحتك للبين المصادف لمحة | فطاحت بأحشائي اليك الطوائح |
و ما أنت إلا الظبي جيداً ومقلة ً | فلا غرو أن أهوت اليك الجوارح |
جوارح ينمو شجوها وسقامها | عليّ ودوني جندل وصفائح |
و قلب عصى نصحي عليك وسلوتي | فأبعد شيء صبره والنصائح |
و قلت جبين المالكية عذره | فقال الورى عذرٌ لعمرك واضح |
و ضاقت علينا عينها فتمنعت | و هيهات أن تسخو النفوس الشحائح |
و لم أنس يوم البين إيماءَ طرفها | و عيس المطايا للفلاة جوانح |
فليت الردى أجرى دم العيس ناحرا | فسالت بأعناق المطى ّ الأباطح |
و مما شجاني في الضحى صوت ساجع | كأني له بعد الحبيب أطارح |
يساعدني نوحاً يكاد يجيبنا | بأمثاله بانُ الحمى المتناوح |
فليت حمام الأيك يوماً أعارني | جناحاً إلى الركب الذي هو نازح |
و ليت النجوم الزهر تدنو قوافياً | لنا فتنقى في ابن خضر المدائح |
رئيسٌ تجلى بشره ونواله | فلا الأفق مغبرٌّ ولا العام كالح |
على المزن من تلك البنان تشابه | و في البدر من ذاك الجبين ملامح |
و في الارض من أخلاقه وثنائه | سماتٌ فنغم المزهرات الفوائح |
ولله أقلام الحماسة والندى | على يده حيث السطا والمنائح |
حمين الحمى لما فتحن بلاده | و قد أقصرت عنها القنا والصفائح |
فهنّ على اللآئي فتحن مغالقٌ | و هنّ على اللآتي غلقن مفاتح |
و طوقنا أطواق جود فكلنا | على شبهِ الأغصان بالحمد صادح |
و روضنَ أقطار الشآم بأحرف | سقى أصلها طاف من النيل طافح |
و صدر لما يلقى من السرّ لائق | و كوكب فضل في سما الملك لائح |
علي المدى لا بالملة جازع ٌ | و لا بالتي يثني لها العطف فارح |
وزاكي النهى إما لمعنى سيادة | و إما لأكباد المعادين شارح |
بليغ اذا نص المقال وبالغ | مدى الرأي حيث النيرات الطوامح |
و أبيض وجه العرض والوجه والتقى | اذا لفحت سفع الوجوه اللوافح |
على دولة الأملاك كلّ فصوله | ربيع وفي الأعدا سعودٌ ذوابح |
و للطالبي العمى غمام كأنه | لما جد في جودٍ وحاشاه مازح |
إلى عدله يشكو الزمان فانه | خديمٌ يغادي أمره ويراوح |
تعودت أن تسري اليه ركائبي | فترجع وهي المثقلات الروازح |
و آخذُ من قبل المديح جوائزاً | تقصر عن أدنى مداها الممادح |
فلا غروَ أن آتي بهن مضيئة | كأن المعاني في البيوت مصابح |
أمولاي ان يسكت لسانيَ صابراً | فان لسان الحال مني صادح |
ألم تر أني معمل الفكر في كرى | حمار أماسي غبنه وأصابح |
ركوبي على أمثاله في زمانكم | كما ركبت في العالمين القبائح |
فهل لي ببيت المال حق فيقتضى | و هل أملي في أرذل الخيل جامح |
ولي في بديع الوصف كالصخر قوة | و لكنه سيل على الأرض سائح |
أقدم فيه الوصف فيل أوانه | على ثقة مني بأنك مانح |