ما البرق في كانونه قد قدح
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ما البرق في كانونه قد قدح | والغيم في كف الثريا قدح |
أضوأ من ذهنك ناراً ولا | أرق من لفظك كأساً طفح |
أورى نداك الذهن زنداً على | أنّ امرأً في فضله ما قدح |
و كأس الفاظٍ عذابٍ اذا | مازجها كافور ثلج نضح |
وصغت ثلجاً فاكتسي برده | ذكاء الفاظك حتى نفح |
و سبح الناس بدرّيهما | حباً فيا لله من ذي السبح |
و صار بالثلج عذاب الورى | عذباً وعاه غمه فانشرح |
لم أنسه كالشيب لما أضا | في الرأس أو في الجلد لما جرح |
قد غسل الليل بصابونه | وفاض في صبغ المسا فانمسح |
و خاف أن يغتبق الأفق من | أندائه صدر الدجى فاصطبح |
و عاد خيط الليل من لونه | أبيض كالفرق إذا ما وضح |
وسيرت منه الجبال التي | رأى بها الساعة طرفٌ طمح |
ما كان ذاك الوجد حوتاً جرى | في فلك الشهب وثوراً نطح |
الأمر أدهى والذي غاب من | شكوى الورى أكثر مما سنح |
سلت يد السعد على النحس من | أهل الشقا سكينها فانذبح |
و ضاقت الأنفس من فرط ما | يندف من رأس وقطنٍ قزح |
و أبيض ذاك الطرف مما بكى | وأزبد العوّاء مما نبح |
و انقصف الغصن فكم طائر | ناح عليه بعد ما قد صدح |
كأنما البحرُ طفا ملحه | فذرّه الأفق على ما جرح |
يا مدملَ الجرح بألفاظه | وناهياً للدهر عما اجترح |
لله ما خائية خلدت | في صفحة الدهر أجل الملح |
أقسمت لو وازنت الشمس في الم | يزان دينار سناها رجح |