سرت قمراً من مسبل الشعر في جنح
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
سرت قمراً من مسبل الشعر في جنح | بسفح النقا آهاً على زمن السفح |
محجبة لا طعن فيها لعائب | على أنها تمشي فتهتز كالرمح |
سقى الله ليلاً صالحت فيه باللقا | فما كان أشهى من لقاءٍ ومن صلح |
أسدّ بطول اللثم فاها مخافة ً | على ليلتي أن يهجم الثغر بالصبح |
ويخطر في وشي الحرير قوامها | ونجم الدجى بالغيظ يعثر في منح |
زمان مضى حلوالمراشف والجنى | وعيش تقضى آمن السرب والسرح |
ولاعيب في تلك الليالي التي خلت | سوى أنها مرت على الطرف كاللمح |
تولى زمان الوصل وانقرض الصبى | فيا عجباً للدهر قرحاً على قرح |
سلام على العيش الوريّ زناده | على أنه العيش البريء من القدح |
وغانية مثل الحياة أحبها | وان كان في كدّ بها العمر أو كدح |
ومما غناني عاذلٌ متنصحٌ | وما الغش الا ما سمعت من النصح |
يطوف بسمعي لفظه وهو بارد | وفي القلب ما فيه من الوقد واللفح |
و في الخفرات اللاء تغني بلفظها | عن العقد والفرع الاثيث عن الرشح |
غزال رعت في الحب أخضر عيشي | لقد أعرض الظبي الاغن عن الطلح |
و قد كان لي والدهر فيه وقائع | فلما اجتمعنا آذن الدهر بالصلح |
تعشقتها والخد يشبه خدها | أأعشقها والشيب ملتمع اللمح |
كأن جفوني اذ تكاثر دمعها | بنان ابن فضل الله متصل المنح |
و قائلة ما بال عزمك صابرا | على الفدح في الدنيا على أثر الفدح |
فقلت رأيت السمر أقوم ما ترى | إذا صبرت عند النفاق من اللقح |
فقالت دع التقليل عنك وقم إلى | نوافج فضل الله في زمن الفرح |
و بادر لمحيي الدين تلق شمائلاً | مدربة ً لم تدر ما هيئة الشح |
فقمت ولكن بعد أن وضح الدجى | و عدت بمشهور الثنا طاهر سمح |
يوري زناد الفضل بالمجد والعلى | و لكنه الفعل البريء من القدح |
رئيس رأى آمالنا وهي تشتكي | من الدهر أسقاماً فقال لها صحي |
يسابق آمال العفاة بضعف ما | تمنت ويمسي في النوال كما يضحي |
مغيث الرجا والخوف والذل والخطا | ببذل الندى بالأمن بالجاه بالصفح |
اذا وصف المداح بعض صفاته | فماذا بأكباد الاعادي من الشرح |
و ان فتح الراوي معاني فخاره | فدع ما رواه آل خاقان للفتح |
و لما علا نحو السماء ثناؤه | أتى بالنجوم الزهر والسحب السح |
سحائب آلاء تجول على الرجا | و أنجم آراءٍ تدل على النجح |
و سعد أفاد الملك أخبية الهنا | و أنحى على أهل المكايد بالذبح |
كذلك فليحك النظير نظيره | بغر المعالي والمراشد والمنح |
فيا أيها الساعي لشقة شأوه | تنح قصياً لست من ذلك الطرح |
و يا أيها البسام بشرا وفضله | يعين على أعوامها الشهب الكلح |
فدي لك من لو أن ميعاد جوده | كفرعون لم يحتج لهامان في الصرح |
و أنت الذي أغنيت بالرفد يمينهم | و بالغت حتى خلت أنك في مزح |
تحيلت في كتم الذي أتت واهب | و هيهات ما للمسك بدّ من النفح |
و كم جربت منك الملوك ميامناً | ونصحاً على فقد الميامن والنصح |
و غصن يراع يستظل به الورى | ويشهد قتل المارقين بلا جرح |
و أنك يا يحيى لتحيي ذوي الرجا | وتحمي من اللأوا وتنجي من القدح |
و انك يا يحيى لفائض جعفر | من الوفر تزداد امتلاء على النزح |
فلا زال للراجي جناحك موئلا | وضدك للهم المقيم وللبرح |
تسامى على المداح قدرك رتبة | فاقصارهم عن مدحه غاية المدح |
و كدت لعرفان المكارم لم ترم | بحمد وما حمد السحاب على السح |