حلفت بليل الشعر منه إذا سجى
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
حلفت بليل الشعر منه إذا سجى | وضوء الضحى من وجهه متبلجا |
ومن أدمعي بالمرسلات من الأسى | ومن أضلعي بالموريات من الشجى |
لقد ألجم العذال وجه معذبي | وقد لاح في جنح الظلام فأسرجا |
وفرج غمي ذات يوم بزورة ٍ | فقلت لعينيّ انظرا وتفرجا |
ظلاماً وبدراً فوق غصنٍ على نقا | دجى وتجلى وانثنى وترجرجا |
وخدّاً كفاني صبوة ً شمّ ورده | فكيف وقد زاد العذار بنفسجا |
صحيفة حسنٍ قابلتها ملاحة | ألم ترهُ سطراً عليها مخرجا |
بروحي في أفق المحاسن كوكبٌ | على مثله قد طاب لي سهرُ الدجى |
نهانيَ عنه الهم قبل عواذلي | وأخرجي عنه وما كنت مخرجا |
وأزعجني شيبٌ بفودي طالعٌ | وما كان وقعُ الشيب لي عنه مزعجا |
فيالك مقطوف العذار هجرته | فما عرّجت عيني له حين عرّجا |
دنت داره مني وشطّ مزارهُ | فهل أبصرت عيناك ثغراً مفلّجا |
كأني لم أنعم بدينار خده | مشوقاً على نقد العدى أو مبهرجا |
ولم أصبُ من لهوٍ بنقطة خاله | إلى كرة ٍ من حولها الصدغ صولجا |
ولم أحجب العذال منه بحاجبٍ | رأوا عنده حقّ الملاحة أبلجا |
ولم أترشف بعد فيه مدامة ً | على يده دفاعة ً حجة َ الحجى |
ولم أعط كأساً بالنضار وخده | لمعطيه بالدرّ النظيم متوجا |
ولم أتلق النهدَ في الصدر جالساً | وأسرى به حالي الشكيم مهملجا |
الى الروض فياحاً من الزهر باسماً | على الزهر رفاقاً لدى الطلّ سجسجا |
أحبر في مدح الإمام محمدٍ | من اللفظ أبهى الروضتين وأبهجا |
وما هو ممن لا أنقح مدحه | فآني اليه بالمديح مروجا |
أخاف له نقداً فأبطئ في الثنا | كجمع أبي جاد الحروف من الهجا |
ألم تر أني قد لجأت لظله | ودافعت حرا من أذى الدهر موهجا |
أخلدُ تاريخ العلى بصفاته | وأروي حديث الفضل عنه مخرَّجا |
وأصرف أمالي التي قد تقسمت | إلى مرتجى ما باب نعماه مرتجا |
كريمٌ اذا ما قدّم الظنّ نحوه | مقدمة ً من منطق المدح أنتجا |
ولا عيبَ فيه غير اسراع جوده | فليس يمني بالمواعد محوجا |
وأفراط كتم للندى وهو ظاهر | وهل مانعٌ للروض أن يتأرجا |
وقى الدّين والدّنيا ليهلك ملحدٌ | لديه وينجو راشدٌ مع من نجا |
فتاوى على سمت الهدى وفتوة | تجانسَ معنى ً لفظها وتدبجا |
وبرّ رعى قصدَ العفاة ِ فغاثها | وبأس كوى قلبَ العدو فانضجا |
وعلمٌ أقامته المباحث ناصراً | فقل علمٌ ردّ الأسودَ وهججا |
هو البحر يروى حول شطيه واردٌ | ويغرق من قد لجّ فيه ولججا |
له قلمٌ يحمي الحمى برقاعه | ويكتب بالنعمى وبالعلمِ مزوجا |
إذا قال لم يترك لذي القول موضعاً | وان صال لم يترك لذي الصول مولجا |
فكم من بليغٍ في الورى متفصحٍ | وعى لفظة ً من كتبه فتلجلجا |
وكم من كمي صار كالدجّ حيرة | فلا غروَ إن قالوا لكميّ المدججا |
وكم منهجٍ في القول أرشدني له | وكم أملٍ أنشاه لي حين أنهجا |
وكم كسوة ٍ لي في دمشقَ أفادها | وقد كان ظهري من أذى البرد أعوجا |
وكم أنطقت نعماه مني مدائحاً | سرى ذكرها غرباً وشرقاً فأدلجا |
وروى نباتياً من القول طالما | سقاه أبوه الغيث نوا مثججا |
أبا الخير خذها من ثنائي كرائماً | أبت عن سوى أكفائها أن تزوّجا |
أوانس أبكار يحق لحسنها | على ساكن الأمصار أن يتبرجا |
تهب للقياها الكرام من الحيا | ويجري بذكراها المطيّ على الوجا |
لها إن تقم في دارة الأفق منزلٌ | وإن تسر حلت من ثرياه هودجا |