أرشيف الشعر العربي

لو لمْ تفه برثاءٍ فيك أشعاري

لو لمْ تفه برثاءٍ فيك أشعاري

مدة قراءة القصيدة : 3 دقائق .
لو لمْ تفه برثاءٍ فيك أشعاري رثاك بالدرّ عني دمعيَ الجاري
ياساكنَ الخلد أورثت الورى حرقاً فأنت في جنة ٍ والقومُ في نار
جاورت ربك في الجنات مقترباً لقد تعوّضت عن جار وعن دار
أرقد هنيئاً فلا سهد بممتنعٍ منّا عليك ولا قلبُ بصبار
ما أنس برك للقصاد متصلاً أيامَ لا قاصدٌ يحظى بأنصار
ماأنس رفدك للزوار محتفلاً حيث الغريب على أيامه زاري
ما أنس شخصك في الحفل العلي كما أربت ذكاءٌ على شهب وأقمار
ماأنس يمناك تسدي الفضل كاتمة للفضل حتى كأن الفضل كالعار
ما أنس أقلامك اللاتي بها ابتدرت على الحقيقة تهوى طاعة الباري
لهفي عليك لملهوف ومغترب سلاه قربك عن قوم وعن دار
لهفي عليك لألفاظ موشعة يشدو بها الحي أو يحدو بها الساري
بكى لفقدك محرابٌ كأن سنا مصباحه في حشاه نار تذكار
و مصحف بات يشكو قلبه أسفاً مقسما بين أجزاء وأعشار
ومدرجٌ كان فيه الدر منتظماً على ترائب أسماع وأبصار
و قصة كان فيها غوثُ مرتقب على يديك ويسر بعد إعسار
و مجمعٌ كنت فيه من ندى وتقي أحق أن تتسمى ابن دينار
لا تبعدن فكم أبقيت منقبة كالغيث ولى وأبقى فضل آثار
ان ارتحلت فبرٌّ جد مقترب و إن ثويت فذكر جدّ سيار
ما أغفل الناس عن هذا وأذهلهم عن موردٍ ما له عهدٌ بإصدار
قبرٌ يشاد وآجالٌ محكمة ٌ واقلة َ الحول في حجر وأحجار
و طالبٌ من غريم الموت يرصدنا و نحن في هم إقلالٍ واكثار
بين الفتى راتع ٌبالأمن إذ برزت أهلة ٌ بالمنايا ذات اظفار
كأن كل هلال في مطالعه قوسٌ يطالب أرواحاً بأوتار
أين الأولى أدركوا ما أدركوا وثووا رهائناً بين أجداث وأطمار
أين العلاء الذي كانت مآثره بين الملائك تستملى بأسمار
أين الذي كنت آوي من عواطفه إلى ظلالٍ من النعمى وأثمار
أصبحت أرتع من آثار نعمته و أدمعي بين جنات وأنهار
يا ابن النبي عزاءً ان بدا كدرٌ فانها عادة ٌ من هذه الدار
للماء والطين أصل المرء منتسبٌ فكيف ننكر أن يرثى بأكدار
أقول هذا كأني عنه مصطبرٌ و الله يعلم ما في طي إضماري

اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (ابن نباتة المصري) .

أقسمت من فرعها المسبول بالداجي

متعوني عنكم بمسموع وعدٍ

لذ بشيخ الشيوخ يوم رجاء

صحبنا أناساً عاطفين فغيروا

دواة لها جنس الحديد وبأسه


مشكاة أسفل ٢