أرشيف الشعر العربي

تجربة ناقصة

تجربة ناقصة

مدة قراءة القصيدة : دقيقتان .

أنا منتظِــرٌ ما يمحوه الليلُ ؛

اختفت الزّرقةُ منذ الآن

ولستُ أرى إلاّ طيراً مَـسْــكنُــهُ ســقفي القرميــدُ ،

سـتُمسي كلُ سقوفِ القرميدِ رماداً

وستلبسُ حتى ساحةُ سياراتِ الحيِّ حِــداداً

تلبسُ حتى الأشجارُ ســواداً مُـلْـتبساً …

مَــنْ ستُـغَــنِّــي ؟

هل أُرهِفُ ســمعي للرعدِ بأرضٍ أخرى؟

هل ألجأُ للهاتفِ :

غَــنِّــي لي يا ساقيةَ المقهى البحريّ !

وغَـنِّــي لي يا صاحبةَ المطعمِ …

غَــنِّـي لي يا دُمْـيةَ محرابٍ زمنَ العبّـاسيينَ ؛

البصرةُ ما صلّتْ لأذانٍ يرفـعُـه بشّــار

البصرةُ لم يُرعِــشْها مقتلُ بشّــار

لكنَّ الأَمَـةَ السوداءَ – فريدةَ أُمَّـتِـها – سارت تبكي بشّــار …

………........

…………….

…………….

اختفت الزُّرقةُ ؛

ها هوذا الليلُ الـماحي كلَّ الأفوافِ

الـمُـغْـلِـقُ كلَّ الأفواهِ

الهابطُ ، كالرمل البركانيّ على الأمواهِ …

الليلُ الـمُـعْـلَنُ ، هذا الليلُ

المُـعلَـنُ ، والملعونُ

القاتلُ

والمجنونُ ؛

الليلُ الســيِّــدُ هذا الليل

الليلُ الأبيضُ هذا الليل …

الليلُ الـنّصلُ

الصِّــلُّ

الصافرُ …

ليلُ قطاراتِ القتلى المشحونينَ إلى قـمـرِ الكثبانِ

……………

……………

……… …..

اختفت الزرقةُ ؛

والليلُ يغور

أعمقَ حتى من تهجئة الدَّيجـــــور .

اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (سعدي يوسف) .

القط تحت المطر

مصطفى

صلاة الوثني - إلى عبدالرحمن منيف

العقبة

الطبيعة تلعب بي ..


ساهم - قرآن ٣