تداخل
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
اليومَ أوّلُ أيامِ الخريفِ . مظلاّتُ الــمقاهي خذاريفٌ تدورُ | وفي الســحائبِ اشــتــدَّ لونٌ داكنٌ . لِـمَـن الدنيا؟ | لقد كــان في أشـجارها ثـمَـرٌ للجائعيـنَ ، وفـي | أوراقِــها مــطرٌ للســالكينَ دروبَ القيــظِ … | لو رجعتْ أيّــامُــهُ ، آنَ كانَ الكــونُ مُـلْـتأَماً لأهلِهِ | ومَــعاداً للــفتــوّةِ … ، يا | صـامتـاً | تجلسُ بين الناسِ ، في الـمقهى ( أو الحانــةِ ) ، عصــراً | ترقبُ الآتينَ | أو تأخذُ شــيئاً | وتـلُـفُّ الـتـبِـغَ الأســودَ ( أحببتَ فرنســا دائـماً ) | ثـمّـتَ شــيءٌ غامضٌ ينبضُ إذْ تجـلسُ بيــن النـاسِ … | ـ لكنكَ لا تعرفُ في المقهى ســـوى الســاقيةِ المشغـولةِ ـ | اليومَ أوّلُ أيامِ الخريــفِ … ترى ذوائباً من مـــديدِ العشبِ | ترفعُــها ريحٌ ، وتخفــضُــها ريحٌ . وثَـمَّ خيـــــولٌ | تقتفي أثراً بينَ الـمَـعاشِـبِ ، فــي مَـرْجٍ بلا أَثَـــــرٍ . | أنصِــتْ لأنفاسِــكَ : | الأمــطارُ قادمــةٌ … | و | خائفٌ | نَـبْـضُـكَ … في الـمقهى أتى رُكّــابُ موتورسِــيكِلاتٍ . | مثلَ ما شــاهدتَ في الأفلامِ : عشــرينَ ، أقامـوا ما أقـاموا ، | وانتــهَــوا في بَــغـتةٍ . | رَعــــدٌ . | لقد أجفلَـت الخيلُ ... | وهذا | اليومَ أوّلُ أيــامِ الخريفِ . تَــنــاوَحَ النحاســيُّ والصفصافُ* . | يهطلُ كالتفّــاحِ ، أخضــرَ ، وَبْــلُ الكســـتنـــــاءِ ؛ | ولا ســناجيبَ | لا طيــرٌ | ولا قططٌ … | فاليومَ أوّلُ أيـامِ الخريفِ . | أَقِــمْ ، إذاً ، في مَـهَــبِّ الريحِ | سوفَ ترى الثعالبَ | الفجرَ … | ………………. | ……………… | ……………… | أنتَ ، الآنَ ، تصطحبُ ! | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (سعدي يوسف) .