دمعي عليك مجانسٌ قلبي
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
دمعي عليك مجانسٌ قلبي | فانظر على الحالين للصب |
يا فاضح الغزلان حيث رنا | و إذا انثنى يا مخجل القضب |
لك منزل يغضي جوانحها | لا بالغضا من جانب الشعب |
تعفو الرسوم من الديار وما | تعفو رسوم هواك من قلبي |
بأبي هلالا شرق طلعته | يجري مدامعنا من الغرب |
كسر اللواحظ ناصب فكري | فضنيت بين الكسر والنصب |
و سلبت لبي والحشا وجبت | فعييت بالايجاب والسلب |
وهويته بالحسن منتقباً | فلي الهنا بمواضع النقب |
و سنان ينشد سحرُ مقلته | أجفانَ عاشقه الاهُبّي |
شقيَ العذولُ على محاسنه | و نعمتُ في تعذيبه العذب |
فعلَ العواذل فيه ما اكتسبت | أيديهمو ولمهجتي كسبي |
لا توجعوا بملامكم كبدي | فملامكم ضربٌ من الضرب |
يا عاذلين تفرغوا ودعوا | للعاشقين شواغل الحبّ |
وذروا لقاء الموجعين فقد | تعدي الصحاحَ مبارك الجرب |
كيف استماعي من حديثكموا | قشرا وعند معذبي لبي |
لم أنس اذ وافى يعاتبني | اشهى معاتبة لذي ذنب |
ليت الذنوب أطلت شقتها | كيما يطوّل شقة العتب |
في ليل وصل لا رقيب به | الا الحباب بأكوس الشرب |
و مديرها قمرٌ منازله | في الطرف دائرة ٌ وفي القلب |
و بصحن ذاك الخدّ من قبل | نقلي ومن رشفاته شربي |
دهرٌ تولى بالصبي فرطاً | ومضى بمن يصبو ومن يصبي |
لم أقض من امهاله وطري | وقضيت من اسراعه نحبي |
ما أنصف الباكي شبيبتهُ | بمدامع كهوامع السحب |
ذابَ السوادُ منَ العيون بها | فالدهرُ إثر الحمرِ والشهب |
و لقد كوى قلبي المشيبُ فما | تهفو العوائدُ بي إلى الحب |
لاطبّ بعدَ وقوعهِ لهوى | والكيّ آخر رتبة الطب |
في مدح أحمد للفتى شغلٌ | فاخلصْ لمدح علاه بالوثب |
ولقد أغبّ المدح من قصرَ | عنه ومن خجلٍ ومن رعب |
حتى دعاه حكمُ سيدهِ | هوى اللقآء فزار عن غبّ |
وأقامَ في أوقاتِ خدمتهِ | فرضَ الثنا ودعا الى ندب |
لاتأسَ إن فني الكرامُ وإذ | وجد ابن يحياها فقل حسبي |
ساد ابن يحيى في الصبا بثنى ً | أ سرى به شرقاً إلى غرب |
وسما على السادات كل سما | بمآثر تربو على الترب |
فهماً ورأياً قد سما وحمى | وكذا تكونُ مآثر الشهب |
متحجباً بضياءِ سؤددهِ | ولهاهُ سافرة ٌ بلا حجب |
يختال بين سيادة ٍ خفضتْ | حقاً رؤسَ العجم والعربِ |
ومناسبٍ عمرية ٍ نصبت | درجَ المفاخرِ أحسن النصب |
ومهابة ٍ سكن الزمانُ بها | عن خائفيهِ وكانَ ذا شغب |
ومكارمٍ من دونِ غايتها | خفيت وما بلغت قوى كعب |
وفضائلٍ وأبيكَ ماتركت | للروض غير موارثِ الأبّ |
سكبَ الزمانُ بها غمائمهُ | شهداً فيا لحلاوة ِ السّكب |
بين اللطافة ِ والجزالة ِ قدْ | فاضَ الزلالُ بها من الهضب |
بينا ترى كالقضب رائعة ً | حتى ترى كوشائعِ القضب |
تهوي القلوبُ لدرّ منطقها | في الطرس نحوَ ملاقط الحب |
وتريكَ تأثيرَ الكواكبِ في | يومِ الخطوبِ وليلة ِ الخطب |
وأقامَ سهرانَ اليراع إذا | ما نامَ جفنُ الصارم العضب |
ومجيب داعي الملك يومَ وغى | بكتائبٍ ينعتنَ بالكتب |
ولقد حكى كعبَ القناة ِ لهُ | قلمٌ فكانَ مباركَ الكعب |
جمّ المغازي والصلاتِ فيا | لحدائقٍ وضراغمٍ غلبِ |
يروي حديثَ ثناهُ عن صلة ٍ | ولربما يرويهِ عن حربِ |
فعلت على بعدٍ يراعتهُ | فعل الظبا نشطت من القرب |
في مصر يذكر بالخصيب وفي | أفقِ الشآمِ ببارقِ الخصب |
من كف وضاحِ الجبين إذا | لحظَ الترابَ اهتزَّ بالعشب |
وافى ويومُ الشآم ملتبسٌ | وعقاربُ الظلماءِ في كثب |
فمحا بصبحِ العدلِ من ظلمٍ | وشفى بأيدي اللطف من كرب |
ودعا السحابَ بيمنِ طلعتهِ | ولو استغاث دعاهُ بالسحب |
ياآلَ فضل اللهِ مدحكمو | إلفي القديمُ وشعبكم شعبي |
أنتم وقد شهرت مواهبكم | مأوى المدائح لا بنو وهب |
أقلامكم للملك حافظة ٌ | ونوالكم في المجد للنهب |
كم سقتمو نجحاً الى طلبٍ | وبعثتموا نصراً الى طلب |
وصحبتمو ملكاً فما خدعت | يمناه خدعَ الآل بالصحب |
إن ينأ عني بابُ أحمدكم | فالآن وافرحاه بالقرب |
مولاي خذها نظم ذي لسن | يومَ الثناء كلؤلؤ رطب |
حسناء تعرفُ من تسير لهُ | فتجدّ في سهلٍ وفي صعب |
ألوى بثعلبَ نقد معربها | وعلت ذؤابتها على الضبي |