أودت فعالكِ يا أسما بأحشائي
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أودت فعالكِ يا أسما بأحشائي | وا حيرتي بين أفعال وأسماء |
ان كان قلبك صخراً من قساوته | فان طرفَ المعنى طرفُ خنساء |
ويحَ المعنى الذي أضرمت باطنه | ما ذا يكابد من أهوالِ أهواء |
قامت قيامة قلبي في هواكِ فان | أسكت فقد شهدت بالسقمِ أعضائي |
وقد بكى ليَ حتى الروضَ فاعتبروا | كم مقلة ٍ لشقيق الغصن رمداء |
وأمرضتني جفون منكِ قد مرضتْ | فكان أطيبَ من نجح الدوا دائي |
يا صاحبي أقلاّ من ملامكما | ولا تزيدا بهذا اللوم اغرائي |
هذي الرياضُ عن الأزهار باسمة ٌ | كما تبسم عجباً ثغر لمياء |
والأرض ناطقة ٌ عن صنع بارئها | الى الورى وعجيبٌ نطقُ خرساء |
فما يصدكما والحالُ داعية ٌ | عن شربِ فاقعة ٍ للهمّ صفراء |
راحاً غريتُ برياها ومشربها | حتى انتصبت اليها نصب اغراء |
من الكميت التي تجري بصاحبها | جري الرهان الى غايات سرَّاء |
سكراً أحيطت أباريقُ المدام به | فرجعت صوتَ تمتامٍ وفأفاء |
من كفّ أغيد يحسوها مقهقهة َ | كما تأوّد غصنٌ تحت ورقاء |
حسبي من الله غفرٌ للذنوب ومن | جدوى المؤيد تجديدٌ لنعمائي |
ملك يطوق بالإحسان وفد رجا | وبالظبا والعوالي وفد هيجاء |
ذا بالنضار وهذا بالحديد فما | ينفكّ آسرَ أحبابٍ وأعداء |
داع لجودِ يدٍ بيضاء ما برحت | تقضي على كل صفراءٍ وبيضاء |
يدافع النكباتِ الموعداتِ لنا | حتى الرياح فما تسري بنكباء |
ويوقد الله نوراً من سعادته | فكيف يطمع حسادٌ بإطفاء |
لو جاورت آل ذبيانٍ حماهُ لما | ذموا العواقبَ من حالاتِ غبراء |
ولو حمى حملَ الأبراجِ دع حملاً | يومَ الهباءة لمْ يقصد بدهياء |
ولو رجا المشتري ادراكَ غايته | لدافعته عصاً في كف جوزاء |
مازال يرفع إسماعيلُ بيت على ً | حتى استوت غايتا نسل وآباء |
مصرّفُ الفكر في حبّ العلوم فما | يشفى بسعدي ولا يروى بظمياء |
له بدائع لفظ صاحبت كرماً | كأنهن نجومٌ ذاتُ أنواء |
وأنملٌ في الوغى والسلم كاتبة ٌ | إما بأسمرَ نضوٍ أو بسمراء |
تكفلت كل عام سحبُ راحته | عن البرية إشباعي وإروائي |
فما أبالي اذا استكثرت عائلة ً | فقد كفى همّ إصباحي وإمسائي |
نظمتُ ديوانَ شعر فيه واتخذت | عليّ كتابه ديوان إعطاء |
وعادَ قولُ البرايا عبدُ دولتهِ | أشهى وأشهرَ ألقابي وأسمائي |
محرَّر اللفظ لكن غرّ أنعمهِ | قد صيرتني من بعض الأرقاء |
أعطي الزكاة َ وقدماً كنتُ آخذها | يا قرب ما بين اقتاري وإثرائي |
شكراً لوجناء سارتْ بي إلى ملكٍ | لولاهُ لم يطو نظمي سمعة َ الطائي |
عالٍ عن الوصفِ إلا أن أنعمهُ | لجبر قلبي تلقاني بإصغاء |
ياجابرَ القلبِ خذها مدحة سلمتْ | فبيتُ حاسدها أولى بإقواء |
مشت على مستحب الهمز مصمية ً | نبالها كلَّ هماز ومشاء |
بيوت نظم هي الجناتُ معجبة | كأن في كل بيتِ وجهَ حوراء |