عيد ثغور الأماني فيه تبتسم
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
عيد ثغور الأماني فيه تبتسم | وموسم كل أجر فيه يغتنم |
عادت بعز وإقبال عوائده | لمن تقصر عن أوصافه الكلم |
ملك بنى غرف العليا وشيدها | على دعائم عز ليس تنهدم |
يعفو فتبتسم الأرجاء صاحكة وترجف الأرض خوفا حين ينتقم | ... |
له سيوف حداد أكلها أبدا | وشربها مهج مفرية ودم |
بيض إذا فارقت أجفانها لوغى | فإنما القدر الماضي لها حلم |
أقسمت لولا أياديه وعزمته | ما كان في الأرض لا سيف ولا قلم |
كم موقف خاص أحشاء الحروب به | وموجها بدم الأبطال يلتطم |
وكم أعاد أبادتهم صوارمه | قتلا ولو أسلموا طوعا له سلموا |
ما زال يقتلهم في كل معركة | تشيب من هولها الأصداغ واللمم |
إذا ظل يدعو أخاه كل ذي رحم | إليك عني فليست بيننا رحيم |
أقراهم ماضيات الحد تفعل في | موائد الحرب ما لا يفعل النهم |
جزاهم السيف عن كفران نعمته | والسيف أحفظ ما تحمي به النعم |
ولم يزل مقدما في كل ملحمة | غراء فيها عرى الأقدام تنفصم |
حتى غدا الدين لا في عينه عمش | من الضلال ولا في أذنه صمم |
من الملوك الألى لولا وجودهم | وجودهم في الورى لم يعرف الكرم |
من سادة قادة شم جحاجحة | ترعى لديهم عهود الله والذمم |
سادوا البرية من عال ومنخفض | فهم ملوك وأملاك الورى خدم |
فكل فضل نبيل دون فضلهم | وكل مجد أثيل دون مجدهم |
إذا تفاخر أملاك الورى فخروا | وإن تحاكم أبناء العلى حكموا |
وإن دعاهم إلى الإعطاء مفتقر | يلبه المجد والعلياء والشيم |
وتستعير البرايا من مكارمهم | فكل مكرمة بين الورى لهم |
فازوا من الرتب العليا بأرفع ما | تدعو له شيم العلياء والهمم |
ترى معاديهم في كل معركة | شهب البزاة سواء فيه والرخم |
يبني لهم غرف المجد الأثيل فتى | مسود لا يداني جوده هرم |
لو أن أسيافه في الأرض مصلته | من أول الدهر لم يعبد بها صنم |
ليهن قوما إلى أبوابه وفدوا | فإنها كعبة المعروف والحرم أمسترق ملوك الأرض قاطبة كيف استرق يديك الجود والكرم |
لو أنصف الدهر أهليه لما حديت | إلا لقصد حماك الأينق الرسم |
لا يعدم الله هذا الخلق منك يدا | بجودها أمن الأقتار والعدم |
وانعم بمقدم هذا العيد لا برحت | لديك فيه وفي أمثاله النعم |
واسعد بمأجور ما قدمت من قرب | وما دعا لك فيه العرب والعجم |
يفديك رب حسود في الملوك بما | أحرزت من قصبات السبق دونهم |
ما دمت فالدهر مأمون عدواته | والعيش غض وثغر الملك مبتسم |