لقد بشر الإقبال يوم ولاده
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
لقد بشر الإقبال يوم ولاده | بأشرف مولد لأسعد مولد |
وقد زينت الأيام منه بسيد | تقرضه المداح في كل مشهد |
وأروع يمضي فعله قبل قوله | إذا جاد لا يصغي لرأي مفند |
به كل بدر زاهر الأوج يهتدي | وكل خضم زاخر الموج يقتدي |
تمثله الأبطال في كل معرك | وتدعو له النساك في كل مسجد |
يعانق قد الرمح في الحرب أسمرا | ويصبو إلى خد الحسام المورد |
ويغني عن البيض الصوارم والقنا | بأبيض من آرائه غير مغمد |
ولا ينتهي جدوى يديه لغاية | ومهما انتهى من غاية فيه يبتدي |
لأعطى إلى أن مل سائله العطا | وكاد يقول المستميح له قد |
وأغنى الورى طرا فأصبح سيدا | لكل مسود منهم ومسود |
ورام الحيا يحكيه قلت له اتئد | أترمي إلى شأو من المجد أبعد |
فبينكما في الجود أي تفاوت | فأقصر عن السير السريع وأقصد |
فأنت تروي هذه دون هذه | وهذا يروي ساحة الأرض عن يد |
وتفقد أحيانا على حين حاجة | ولم يخل أحوال الورىن تفقد |
وأنت بإخلاف المواعيد في الورى | عرفت ولم يعرف بإخلاف موعد |
ويطلق كفيه وأنت مقيد | وما مطلق في فعله كمقيد |
ونارك شر وهو إن جئت ناره | تجد خير نار عندها خير موقد |
ومن عنه تروي الجود قل لي فإنه | إذا جاد يروي عن أبيه محمد |
فصل وسلم خلف سابق جوده | وقبل ثرى أرض بها حل واسجد |
فسلم لما استوضح الأمر وانثنى | بأدمع محزون وأنفاس مكمد |
ومن كأمير المؤمنين لمفخر | أصيل ومعروف جزيل وسؤدد |
ومن كأمير المؤمنين لعزمة | يحوط بها الإسلام عن كل ملحد |
إليك عقيد المكرمات قصيدة | كمنتظم العقد الفريد المنضد |
ألذ مذاقا من جنى النحل ذوقها | وأطرب من رجع الهزار المغرد |
أتتك على بعد الديار وإنما | إليك بأنوار الخلافة تهتدي |
أما والعلى إن القصائد أسهم | متى ترم أغراض المقاصد تقصد |
وأنت لعمر الله أولى بعقدها | وأحرى به من كل جيد مقلد |
فإنك لي ركني الأشد وعدتي | وكعبة آمالي وقبله مقصدي |
وأنت الذي يهدي لك المدح والثنا | ولولاك لم يحفل به كل منشد |
تهن بهذا العيد لا زال عائدا | عليك بإقبال وعز مؤبد ولازالت الأفواه من كل ناظم تهنيك بالمجد الرفيع المشيد |
وسمعا أمير المؤمنين فإنني | دعوتك للطرف القريح المسهد |
تنمر لي دهري فكن أنت ناصري | وأسلمني حظي فكن أنت منجدي |
فإن أنت لم تقمع زماني يعتدي | وإن لم تنبه طرف حظي يرقد |
وإن بعدت عن رأي عينك فاقتي | فإن افتقاري من نداك بمشهد |
وأشكوك دينا أثقل الظهر حمله | فحالي إذا حال الطريد المشرد |
وقد ضمنت عنك الأماني قضاءه | فأنجز مواعيد الأماني وأنجد |
ودم وابق في عز منيع ومقعد | رفيع وإفضال تروح وتغتدي |
وصلى عليك الله بعد محمد | نبي الهدى المختار والآل عن يد |