شمس لها قلب الموحد مطلع
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
شمس لها قلب الموحد مطلع | ولها النواظر مغرب والمسمع |
ظهرت علي ولات حين تأمل | فالبرق يلمع والحوادث يلمع |
يا ساكن الغيب المقدس نظرة | لأسير شوق بالمطامع يخدع |
هو ميت هجر بالبعاد مكفن | صليت بنار الحب منه الأضلع |
وجه له كتمته ظلمة كونه | وعليه من نسج العناكب برقع |
فإذا التفت إليه يا قمر الحمى | عمرت ببهجتك الديار البلقع |
وبنورك الأكوان مشرقة فلا | يخلو مكان من سناك وموضع |
والسر أنت ونحن عنك إشارة | لا زال منك بكل قلب أصبع |
وعيوننا بك ناظرات والحشى | أبدا بعشقك في الملاح مولع |
ووجودنا هو أنت لا أشخاصنا | جسما وروحا إننا نتقطع |
بالفرق والجمع اللذين هما لنا | لا زلت أفرق في الوجود وأجمع |
الله أكبر هذه حلل البها | وجه المليحة ظاهر يتشعشع |
ما نالها إلا الذي هو محرم | والأجنبي على التباعد يطمع |
إياك تقنع بالسوى عن حسنها | إن السوى ما فيه عنها مقنع |
هي رامة هي لعلع ولأجل ذا | ناديتها يا رامة يا لعلع |
وهي الحوادث باعتبار وجودها | وسوى الوجود عن التحقق يمنع |
والكل محتاج إليه لأنهم | بسواه للعدم المحقق أسرع |
والنور تلك وما سواها ظلمة | فإذا أرادت أن ترى تتقشع |
كثرت لكثرة ما ترى بشؤونها | وعن الجميع لها المقام الأرفع |
وهي الوحيدة ما لها من مشبه | والوتر والشفع الذي لا يشفع |
لا تحتجب عنها بكثرة فعلها | فعل المليحة للمليحة يرجع |
ولنا إشارات وتلك لها بها | هي إن تشأ فهمت وفاض المنبع |
أهدت إلى عبد الغني غناءها | عما سواه وهو فقر مدقع |
ومتى يحاول ذكرها هو بلبل | بالنطق منها في رباها يسجع |
وهي الأمان له فما هو خائف | في النشأتين بها ولا هو يفزع |