لقد قيل لي ما الفرق عند أولي الذكر
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
لقد قيل لي ما الفرق عند أولي الذكر | فبسملة الإسلام بسملة الكفر |
فقلت تعالى الله ربي عن الذي | أضل به كل النصارى مدى الدهر |
فبسملة الإسلام أسماء ربنا | تبارك في القرآن جاءت عن الطهر |
محمد المبعوث للخلق رحمة | بوحي هو القرآن للحمد والشكر |
وبسملة الكفر التي قيل إنها | بها جاء عيسى ضمن إنجيله الزهر |
وما صدق الراوي لها وهو كافر | وأخبار أهل الكفر باطلة الخبر |
وإني على تسليم زعم رواتها | سأبدي لكم معنى عبارتها العبري |
يقولون عيسى قال باسم الأب الذي | تولد عيسى منه بالنفخ في البكر |
نهم هو روح الله بالبشر السوي | أتى وهو جبريل المؤيد بالبشر وجبريل كانت في السموات صورة له عظمت فوق السماكين والنسر |
وتلك له قد صورت عن حقيقة | لأول مخلوق هو الروح فاستقر |
ألا فافهموا مخلوقة قد تثلثت | وكانت هنا من قبل واحدة الأمر |
هي الروح جبريل وفي صورة امرىء | سوي كما قد جاء في محكم الذكر |
بآية أرسلنا إليها فروحنا | وجبريل والشخص الممثل كالبدر |
ثلاثة أشباح وهو واحد بدا | من العدم المقدور يعظم في القدر |
فما الأب إلا الروح وهو أبو الورى | جميعا لمن يدري كلامي كما أدري |
وما الابن إلا صورة قد تمثلت | هي البشر الآتي وجبريل ذو الفخر |
يؤيد هذا قوله جئت من أبي | إليكم أبوه الروح منه أتى يبري |
وقد فهمت منه النصارى بأنه | هو الله جل الله عن موجب الحصر |
وحاشى رسول الله وهو ابن مريم | يقول كلام الكفر والشرك والوزر |
وهذا بعيد أن عيسى ابن مريم | يظن بأن الله يدرك بالحجر |
وحاشاه من تشبيه ربي عنده | ومن نسبة التجسيم في السر والجهر |
وإن لمخلوق عليه تسلطا | بعقل فإن العقل منه لفي خسر |
وهيهات أن الأنبيا يجهلونه | تعالى وكل منه في قبضة الأسر |
وما أنبياء الله إلا لكلهم | عقائد تنزيه تشعشع في الصدر |
ولكن ذوو الطغيان والجهل والعمى | حيارى من الإنكار للحق والغدر |
هم الأشقيا الضالون عن سنن الهدى | وعن شم طيب الحق من فائح العطر |
أتاهم رسول الله بالحق واضحا | فلم يفهموا ما قال من أول الأمر |
وظنوا بأن الله مقصده بما | يقول وضلوا عن تنزه ذي القهر |
وأغواهم الشيطان حتى تكلموا | بوسواسه المذموم من شدة المكر |
وقد حسبوا كفرا لديهم مشابها | لإيماننا بالله في العسر واليسر |
وما نور تصديق كظلمة جاحد | ولا ماء معمودية ماء ذي طهر |
ولا طاهر سرا وجهرا بمشبه | لذي نجس سرا وجهرا مدى العمر |
فبسملة الإسلام نور مضيئة | وبسملة الكفر اعتقاد أولي الكفر وإن كان معناها على المشرب الذي به جاء عيسى عندنا علمها يجري |
كما نحن قلنا وهو ذوق ابن مريم | يشير به عن نفسه كاشف الستر |
فإن الذي لم يعرف النفس منه لم | يكن يعرف الرب المحقق بالحزر |
محمد ذاتي فبسملة له | أتت من مقام الذات قاصمة الظهر |
بأسماء ذات الله قد صرحت لنا | وعيسى صفاتي كآدم في السبر |
وأسماء ربي للصفات مظاهر | بها تظهر الآثار حدث عن البحر |
لآدم أنبئهم باسمائهم أتى | وأنباء عيسى كان بالخلق والأمر |
فبسملة الأسماء تلك إذا بدت | تكون بآثار المؤثر في الأثر |
خذ العلم عني بالذي أنا مرشد | إليه عن الأمر الإلهي في شعري |
ودع عنك أفهام العقول التي بها | لقد أولوا المنقول بالرأي والفكر |
لأجل عوام الناس حيث تقاصرت | بصائرهم عن علم صاحبة القصر |
فما عندهم عجز عن الغيب دائما | كما عندنا خوفا عليهم من النكر |
يظنون أن العلم بالله مثل ما | يقولون عن زيد بعلم وعن عمرو |
ونعلم نحن الرتبتين كلاهما | ونعرف ما قد غاب عن جاهل غمر |
وإن لكل الأبيناء مشاربا | محققة عندي لها نفحة الزهر |
فإن شئت أبدي بعض ذاك وربما | ترى في كلامي منه في النظم والنثر |
وإني لمن من نال ميراث جامع | فنيت به فيه فأيقنت بالنصر |
محمد المبعوث بالحق قاصما | رقاب الأعادي بالمهندة البتر |
عليه صلاة الله ثم سلامه | مدى الدهر ما غنى على عوده القمري |
مع الآل والأصحاب ما العبد للغني | أتى بنظام طيب الطي والنشر |